لجأ بعض مربي المواشي إلى خلطة "العجين" كعلف بديل للشعير الذي وصلت أسعاره إلى مستويات قياسية جديدة، إذ يعمل بعض مربي الماشية حاليا على تعليف مواشيهم بالدقيق من خلال خلطة "العجين" منخفضة التكاليف، رغم تحفظهم على الجانب الغذائي الذي يمكن أن تستفيده مواشيهم منها.

يأتي ذلك في وقت تباينت فيه أسعار الأغنام في أسواق الرياض, حيث ارتفعت أسعار الأغنام المعدة للذبح بشكل لافت, فيما انخفضت أسعار الأغنام التي ما زالت تحتاج إلى التربية بقرابة 100 ريال لكل رأس بسبب زيادة المعروض في السوق نتيجة قيام بعض أصحابها ببيعها، هربا من تحمل مصاريف كبيرة لتربيتها.

إلى ذلك شكا رئيس جمعية القمح السعودية حسن الشهري في تصريحاته إلى "الوطن" من عدم وضوح أسباب أزمة الشعير الحالية، مستغربا عدم وجود مخزون كبير منه كما هو الحل بالنسبة للقمح.

وقلل الشهري من قرار روسيا استمرار حظر تصدير القمح إلى الخارج، وقال إن "المملكة لا تستورد القمح من روسيا، وإنما تستورد بشكل أكبر من كندا وغيرها".

وأوضح أن تحول مربي الماشية من شراء الشعير إلى بدائل أخرى يحدث عندما يكون هنالك ارتفاع كبير في الأسعار.

وامتدح توصية مجلس الشورى بزيادة محزون القمح لسنة كاملة، إضافة إلى المخزون الحالي الذي يسد احتياجات ستة أشهر مقبلة، مشيرا إلى أن معدلات الطلب على القمح في المملكة تتزايد في ظل النمو السكاني.

من جهة أخرى أكد محمد العصيمي وهو صاحب مواش في الرياض أنه أضطر إلى استخدام الدقيق لإطعام أغنامه في ظل ارتفاع أسعار الشعير ووصولها لمناطق قياسية تجاوزت 50 ريالا للكيس.

وأوضح أن هنالك خلطة خاصة تصنع من الدقيق "العجين" اعتمد عليها بعض مربي الماشية كثيرا مع ارتفاع الأسعار، ونقص مستوى المراعي الخضراء في المملكة.

واتفق مرزوق الحربي مع العصيمي في اتجاه المربين إلى الدقيق، مبديا تذمره من الارتفاع القياسي للأسعار في الوقت الحالي.

في السياق ذاته تباينت أسعار الأغنام في أسواق الرياض، فقد ذكر عدد من مرتادي السوق ومنهم محمد العنزي إن الأسعار وصلت ذروتها في عيد الفطر, وانخفضت قليلا بعد ذلك إلا أنه مع ارتفاع سعر الشعير في الأسابيع الماضية اضطر الباعة للبيع بأسعارهم أيام العيد لتعويض الزيادة في سعر الشعير.

وأوضح العنزي أن أغلى أنواع الخراف في السوق هما "النجدي" و"النعيمي", حيث يباع الهرفي الصغير منهما بمتوسط 850 ريالا والوسط بـ 950 ويتجاوز سعر الكبير 1100 ريال, فيما تنخفض أسعار النوع "الحرّي" بقرابة 100 ريال عن أسعار النوعين السابقين, وتنخفض الأسعار إلى أقل من ذلك في الأنواع المستوردة كالسواكني والإيراني.

ويشير عبدالله العتيبي إلى أنه رغم ارتفاع أسعار "الذبائح" فإن أسعار الأغنام المخصصة للتربية شهدت انخفاضا ملموسا في الأسعار بمتوسط 100 ريال للرأس, مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعار الشعير الذي تجاوز 50 ريالا للكيس مما أجبر عددا من المربّين على التخلص من بعض ما لديهم من أغنام كونهم لا يقوون على تحمّل المصاريف الإضافية في شراء الأعلاف بهذه الأسعار المرتفعة. وذكر أن أسعار البيع لا تغطي مصاريف الاستمرار في تربيتها عدة أشهر. وطالب عدد من المستهلكين ومنهم أحمد القرني الجهات المختصة بمراقبة الأسواق وضبط الأسعار التي يتحكّم فيها الباعة دون رقيب ويكون الضحية المستهلك المجبور على الشراء.

واقترح دعم أصحاب المواشي في مواجهة أرتفاع أسعار الشعير على أن تعود أسعار الأغنام تدريجيا لتكون في متناول الجميع.