اقتسم فريقا الرائد والنصر نقاط لقائهما "الساخن" أمس بملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببريدة ضمن الجولة الثامنة من دوري زين للمحترفين بعد تعادلهما 1/1، وتقدم الرائد أولا في الدقيقة 2 عن طريق صالح الغوينم قبل أن يعادل الأسترالي جوناثان ماكين للنصر في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ورفع النصر رصيده إلى 13 نقطة في المركز الثالث بينما بات رصيد الرائد 12 نقطة في المركز الخامس.
وأشعل صالح الغوينم اللقاء بنجاحه في منح فريقه الرائد تقدما مبكرا بعد دقيقة ونصف فقط من البداية، عندما تعامل بمثالية مع عرضية صلاح عقال وسدد كرة زحفت نحو مرمى عبدالله العنزي لينتفض بعدها النصر ويمارس ضغطا هجوميا بحثا عن التعديل في ظل تراجع لاعبي الرائد، ومنعت راية مساعد الحكم هدفا لعبد الرحمن القحطاني عند الدقيقة الخامسة بحجة وجود تسلل.
اعتمد الرائد على الكرات المرتدة واضطر مدربه لوتشو إلى إجراء تغيير إجباري بعد إصابة إبراهيم شراحيلي ودخول حاتم عقل، وهو الأمر نفسه الذي قام به مدرب النصر زينجا بعد إصابة ريان بلال ودخول سعد الحارثي بديلا عنه، وتحصل النصر على الكثير من الكرات أمام مرمى الخوجلي دون أن يستفيد منها بسبب تألق مدافعي الرائد، وفي الوقت ذاته كانت الفرص الرائدية القليلة تشكل خطورة بالغة على مرمى النصر، وكان أبرزها تسديدة المتألق عقال التي ارتدت من عارضة المرمى.
وطغت الخشونة كثيرا مع انتصاف هذا الشوط بسبب ارتفاع إيقاع المباراة وسخونتها والصراعات الثنائية على الكرة من قبل اللاعبين، حتى إن الحارس العنزي كان الضحية الثالثة في هذا الشوط بعد تدخل عنيف من قدم جواد أقدار في كرة مشتركة بينهما ليشارك البديل خالد راضي، وظهرت البطاقة الصفراء في أربع مناسبات من حكم اللقاء سامي النمري، الذي لم يتعامل بحزم مع بعض التدخلات العنيفة للاعبين.
وفي الوقت بدل الضائع نجح المدافع الأسترالي جوناثان ماكين من تسجيل هدف التعادل للنصر مستغلا سوء تفاهم الخوجلي والخير في التعامل مع كرة فيجاروا القادمة من ركلة ركنية، تابعها ماكين بسهولة في المرمى الخالي.
لم تختلف بدايات الشوط الثاني عن سابقتها، واستمرت الإثارة بين الفريقين مع تراجع وتيرة الخشونة، واستغل المغربي عقال اندفاع لاعبي النصر والمساحات الخالية في وسط الملعب بإرسال كرات متقنة لمواطنه أقدار الذي كاد في إحداها أن يعيد التقدم للرائد في الدقيقة 53 عندما واجه راضي ولعب كرة لامست القائم الأيسر قبل خروجها، وعاد أقدار بعدها بدقائق ليستغل تباطؤ ماكين في إبعاد كرة حائرة أمام المرمى ويقفز أعلى من الأخير ويلعب برأسه كرة اعتلت المرمى.
ورغم أفضلية النصر الميدانية وتحركات عبدالرحمن القحطاني في وسط الملعب إلا أن أقدار واصل إهداره للفرص السهلة أمام مرمى النصر بعد أن أخفق في التعامل مع تمريرة الغوينم العرضية في الدقيقة 71، وظهرت البطاقة الحمراء في وجه الغوينم عند الدقيقة 78 بعد كرة مشتركة مع رازفان نال معها البطاقة الصفراء الثانية ليغادر الملعب ويجبر مدربه على إجراء تغيير آخر لإعادة التوازن لخطوط فريقه باستبعاد رائد العمري وإشراك فيصل درويش.
وسعى لاعبو الرائد إلى الحفاظ على نتيجة التعادل مع تقدم لاعبي النصر أكثر مستغلين النقص العددي لمنافسهم، ونجح محمد خوجلي ببراعة في التعامل مع تسديدة سعد الحارثي في الوقت بدل الضائع ليبقي على نتيجة التعادل 1/1 بين الفريقين.
دماء و"حمراء" وأسنان مكسورة وبلع لسان وخنق وليزر في بريدة
جدة: الوطن
رفضت مباراة النصر والرائد أمس أن تبقى في إطار المجريات العادية والاعتيادية التي تشهدها عادة الدقائق التسعون لأي مباراة، وشهدت كثيراً من الأحداث التي يندرج بعضها في إطار طبيعة المنافسة مثل حالة الطرد التي تعرض لها لاعب الرائد الغوينم في الدقيقة 78 من المباراة، فيما تمرد بعضها على تلك الأحداث ليتلون عشب استاد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالدماء، ولتتوقف المواجهة دقائق عدة بعد إصابة حارس النصر عبدالله العنزي إثر احتكاك مع مهاجم الرائد المغربي جواد أقدار أدى لمغادرة الأول الملعب بسيارة إسعاف متوجهاً إلى المستشفى برفقة زميله ريان بلال الذي انكسر اثنان من أسنانه، قبل أن يعودا منتصف الشوط الثاني ليطمئنا متابعيهما على حالتهما، لكن العنزي عاد من جديد للمستشفى بعد سقوطه ثانية في غرفة تبديل الملابس.
وكانت المباراة شهدت أداء خشناً على الأخص في شوطها الأول، وكانت أول لحظاتها حرجاً ذاك الاحتكاك بين محترف النصر الأرجنتيني فيكتور فيجاروا ومدافع الرائد البرازيلي تشارلز داسيلفا الذي تطور لمحاولة الأول خنق الثاني. وتطور الأمر أكثر بدخول عنيف من أقدار الذي أصاب بقدمه الممدودة حارس النصر العنزي الذي قيل إنه بلع لسانه وأصيب بإغماءة وفقد الوعي للحظات، لينقل إلى المستشفى حيث عولج هناك، فيما شهدت الدقيقة 88 من المواجهة تعرض حارس الرائد محمد الخوجلي لأشعة الليزر التي سلطت على وجهه من المدرجات مكملة سلسلة الأحداث الغرائبية لمواجهة من أعنف مواجهات المسابقة حتى الآن.