على الرغم من بعض الاعتذارات التي حفل بها البرنامج الثقافي لسوق عكاظ واضطرار اللجنة المنظمة، لتعويض الأسماء التي تعتذر عن عدم الحضور في آخر لحظة، إلا أنه وبشهادة الحاضرين كان معظم البدلاء مميزين.
ففي فعالية الصباح أمس "تجارب الكتاب" كان المفترض أن يتحدث الدكتور مبروك المناعي (تونس) الذي حل بديلا عن واسيني الأعرج في اليوم الثاني من الفعاليات، والقاصة السعودية قماشة العليان والقاص السعودي خالد اليوسف عن تجاربهم، ويدير الحوار الدكتور هاشم عبده هاشم، لكن لم يحضر أي منهم هذه الفعالية.
فحل بديلا عنهم هم الدكتور أحمد درويش (مصر)، والدكتور موسى الحالول (سوريا)، والدكتور علي الحارثي (السعودية) الذي أدار الحوار.
ولم يخف الضيفان الدكتور درويش والدكتور الحالول أنهما حلا عن طريق "الدعوة المفاجئة" لهما في آخر لحظة، مما فسره بعض الحاضرين بـ"الفزعة" على الطريقة العربية المعروفة.
حيث قال الحالول إنه تلقى اتصالا بهذا الشأن وهو في طريقه لإدارة الجوازات بالطائف لإنجاز معاملة له هناك.
وبدأ الدكتور أحمد درويش بالقول "دعيت فجأة، ولذلك فأفضل طريقة للإعداد هي أن لا يكون هناك إعداد".
وأضاف "كنت أحلم في صغري أن أكون شاعرا قبل أي شيء ولكن الأمر لم يتحقق كما أريد، حيث درست في الأزهر ثم سافرت لاحقا إلى فرنسا، ولم أكن أعرف حرفا واحدا في الفرنسية، ومع ذلك عانيت كثيرا حتى أصبحت مترجما وعارفا بأسرار هذه اللغة". ثم تحدث درويش عن نظرته للحداثة فقال "الحداثة هي حداثة النظرة وعمق الطرح حتى وأنت تدرس التراث العربي القديم، وليست في التبجح بتلقي نظريات رولان بارت وغيره، كما يفعل بعض النقاد العرب الآن، الذين يعيدون طرح نظريات غربية كما هي دون هضم، فهم أشبه بمن يأكل شيئا ثم يتقيأه دون هضم". وأضاف "ما يراد بنا هو هزيمة ثقافية عن طريق تدمير اللغة العربية في نفوسنا، وهي ذات المحاولة التي فعلها الغربيون مع ثقافات دول شرق آسيا مثل اليابان وكوريا بعد الهزيمة العسكرية لهما، لكن الشرقيين تمسكوا بثقافتهم بكل قوة، فعادوا للواجهة العالمية في أقل من 60 عاما".
أما الدكتور الحالول فقد تحدث عن تجربته في الترجمة، حيث رأى أن اختيار المتَرجم قد تدخل فيه أمور أيديولوجية أو قبلية أو حتى الصداقة، و"هذا لا ينفي جودة معظم هذه الترجمات" كما قال.
وأضاف "كانت الترجمة لي ترياقا لبعض الهموم والسموم التي تفرضها أحيانا الحياة المحيطة".
ثم فصل في الحديث عن مشروعه لترجمة أعمال أرنست همنجواي ضمن سلسلة "عالم المعرفة" في الكويت.