مع ختام البرنامج الثقافي لفعاليات سوق عكاظ في دورته الرابعة أمس، كانت أروقة سكن ضيوف المهرجان بعيدا عن جادة عكاظ تعج بتفاصيل عكاظية واسعة بدء من تقمص شيء من ملامح السوق القديم وشخصياته الإنسانية ومرورا بالصخور الكبيرة التي تنتشر عبر الجادة والتي نقش على كثير منها أبيات مختارة من قصائد المعلقات. يتجلى في فندق انتركونتينتال مشهد آخر للسوق أكثر مدعاة للتأمل حيث تحول بهو الفندق وكثير من صالاته إلى ما يشبه الزوايا والتكايا العكاظية التي يتحلق فيها المثقفون حول منشد للشعر أو متحدث عن تجربة أو ثالث مثير لأشكالية.

وفيما بدا الروائي عبده خال محاطا في كثير من الأوقات بعدد من المحتفلين بتجربته خصوصا من قبل السيدات كان عدد من الكتاب يبحث عن دور، فالكاتب أحمد عبدالرحمن العرفج ينشغل بعد انتهاء فعاليات المهرجان المسائية بتجميع المثقفين ليدور الحديث حول قضايا تشغل الوسط الثقافي كما حدث في تناول قضية الصحف الإلكترونية.

ولم ينج كل من الكتاب الدكتور حمزة قبلان المزيني وإبراهيم طالع الألمعي ومحمد السحيمي من ملاحقة وأسئلة عدد من المهتمين بتجربتهم الكتابية وهو المشهد الذي علق عليه إبراهيم طالع بأنه يؤكد حالة الحراك الثقافي التي يعيشها المشهد السعودي والذي يؤكد على وجه الخصوص دور الشباب القادمين من كل مكان لقيادته حيث لاحظ ذلك حتى من خلال أسئلتهم التي تصدر عن متابعة عميقة للمشهد بكل أبعاده على قوله.

فيما حرص الدكتور عبدالعزيز السبيل على الخروج من أطر الرسمية وهو يتابع مهرجان سوق عكاظ حتى يوم أمس رغم الأعباء الكثيرة التي تنتظره في موقعه الجديد بوزارة التربية والتعليم وبدا عكاظيا خالصا وهو يقود زمام إحدى المبادرات التي جمعت عددا من الشعراء والمثقفين في إحدى صالات الفندق في أمسية مفتوحة أدارها عبده خال وقدمت عددا من الأصوات الشعرية من الجنسين.