أكد مسؤولون فلسطينيون لـ "الوطن" أن القيادة الفلسطينية تميل لقرار "لا مفاوضات في ظل الاستيطان" في اجتماعها اليوم في مدينة رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس.
ويأتي ذلك بعد أن أخفقت الإدارة الأمريكية في إقناع الحكومة الإسرائيلية تمديد تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وسط استنكار لما ورد عن تطمينات أبدت الإدارة الأمريكية استعدادها لمنحها للحكومة الإسرائيلية في حال القبول بتمديد تجميد الاستيطان فترة 60 يوما.
ويعقد اجتماع القيادة الفلسطينية اليوم على وقع انتهاء جولة جديدة للمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل دون إقناع الحكومة الإسـرائيلية بتمديد تجميد الاستيطان.
وينتظر أن يرفع الرئيس عباس القرار الذي تتخذه القيادة الفلسطـينية اليـوم إلى اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في القاهرة الاربعاء المقبل، ومن ثـم اجـتماع القمة العربية الاستثنائية في سرت الليبية الخميس المقبل.
أقر المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل بوجود عقبات وصعوبات تعترض المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معلنا للمرة الأولى أن بعض الأطراف تحاول أن تفشل الأهداف التي تسعى كافة الأطراف لتحقيقها، دون تسميتها. ونوه بأنه "سيبذل كل جهد لتحقيق الأهداف من خلال الاستمرار بالتشاور مع الرئيس محمود عباس وفريق قيادته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريق قيادته في إطار هذه الجهود".
وأشار ميتشل، في ختام اجتماعه الثاني مع الرئيس عباس في رام الله أمس إلى أنه سيقوم بجولة في عدد من الدول العربية تتضمن كلا من: مصر، وقطر، والأردن، ودول أخرى، لإجراء مناقشات في هذا الصدد.
من جهته قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات "إنه تم خلال الاجتماع بين عباس وميتشل الاتفاق على استمرار النقاشات، وأن الجانب الأمريكي سيستمر في بذل كل جهد ممكن لتحقيق السلام وفق رؤية حل الدولتين". وأضاف "أن الإدارة الأمريكية أبلغت الفلسطينيين بأنها ستستمر في جهودها الثنائية كلا على حدة".
وقال "إن القيادة الفلسطينية تأمل أن تختار إسرائيل السلام وليس الاستيطان، فالسلام والاستيطان خطان متوازيان لا يلتقيان".
يشار إلى أن هذا هو الاجتماع الثاني بين عباس وميتشل خلال 24 ساعة عقب إجراء المبعوث الأمريكي سلسلة لقاءات منذ الثلاثاء الماضي مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان ميتشل قد اجتمع أمس أيضا مع نتنياهو، الذي قال في مستهل الاجتماع "إننا نبذل مع ميتشل قصارى جهودنا لكي نواصل المحادثات مع عباس. نريد استمرار المفاوضات وأنا أرغب في ذلك.
لدينا مهمة سلام". من جهة أخرى، أنهت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون زيارتها إلى المنطقة أمس بالتأكيد على أن عدم تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية يجب ألا يعرض فرص السلام للخطر.
وقالت أشتون في مؤتمر صحفي بالقدس الشرقية "جئت مباشرة إلى هنا من الولايات المتحدة للتعبير عن التزامي الشخصي والتزام الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الـ 27 باستمرار مفاوضات السلام التي يجب أن تؤدي إلى حل الدولتين القابلتين للحياة خلال عام واحد".
وتابعت "عقدت حوارا إيجابيا وبناء مع عباس ونتنياهو وميتشل وجميعنا ندعم عملهم".
من جهة ثانية كشف النقاب عن تفاصيل مسودة رسالة يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيهها إلى نتنياهو تضمن مغريات سياسية وأمنية واسعة للغاية بمقابل موافقته على تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لمدة 60 يوما. وتتعهد الرسالة بعدم طلب التمديد لأكثر من 60 يوما والتصويت بالفيتو على أي توجه فلسطيني-عربي إلى مجلس الأمن للاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية والقبول بشرعية المطالب الأمنية الإسرائيلية. بيد أن الأخطر من ذلك كله هو تعهد الإدارة الأمريكية بإبقاء القوات الإسرائيلية في غور الأردن لأطول فترة ممكنة في إطار التسوية النهائية مع الفلسطينيين.
وكان الناشط اليهودي الأمريكي ديفيد ماكوفسكي، المقرب من المسؤول الأمريكي البارز دينيس روس، قد كشف النقاب عن التفاصيل الكاملة لرسالة أوباما. بدورها أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن رفضها لما يسمى بالضمانات الأمريكية التي حملها مبعوث أوباما لحكومة الاحتلال من أجل موافقتها على استئناف "التجميد الجزئي" للاستيطان لمدة شهرين. ورأت في هذه الضمانات دعماً سافرا للاحتلال وتشجيعاً على انتهاكاته للقانون الدولي والإنساني.