"المذكرة اشتملت على قيام الرئاسة بتنظيم عدد من المباريات الخيرية خارج الموسم الرياضي يكون دخلها لصالح القطاعات الخيرية في كافة أرجاء المملكة إلى جانب مشاركة الرئاسة في المناسبات التي يقيمها القطاع الخيري في المجتمع إلى جانب استفادة وزارة الشؤون الاجتماعية من الوسائل الدعائية والإعلانية المستخدمة في المجال الرياضي بما لا يتعارض مع العقود الموقعة وكذا مشاركة الرئاسة في الحملات التوعوية الإعلامية التي تنفذها الوزارة".

هذه الفقرة اجتزأتها من نص مذكرة التفاهم الموقعة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الشؤون الاجتماعية، وهذه الجزئية تمثل عندي أهمية وعند كثيرين ممن نادوا في أكثر من طرح سابق بإقامة مباريات لهدف خيري بحت بعيداً عن أي حسابات للفوز والخسارة، وأن تتصدر الصفوف لمثل هذه المبادرات الإنسانية الأندية والاتحادات الرياضية دون استثناء، وتتم برمجتها ضمن البرنامج السنوي، فضلاً عن إقامة مباريات وعروض لمواكبة ـ لا قدر الله ـ حدث مزعج كما حصل مثلا في سيول محافظة جدة، أو كما حدث لنادي التهامي قبل فترة بتعرض لاعبيه إلى حادث أليم راح ضحيته بعض اللاعبين حينها، وكذا لصالح الجمعيات الخيرية في المملكة التي تحتاج إلى مثل هذا العائد لتدبير شؤونها وتحقيق تطلعات الفئات التابعة لها ولو بدرجة معينة، لكن مسألة الغياب أمر كان محل استغرابنا ونحن ذلك المجتمع الطيب الرؤوف بحال أي من شعوب الأرض عندما تحل به نائبة، فمن باب أولى، أن نعطي شؤوننا وظروفنا لمن يحتاج الوقفة والدعم الحقيقي.

إن الواحد منا ليحتار وهو يشاهد ويتابع الحشد الهائل من المبادرات الخيرية الرياضية التي تنفذ في قارات الدنيا، ولم تتوقف عند الأندية أو الاتحادات، بل تجاوز الأمر إلى النجوم والرموز الرياضية التي تمتلك شعبية جماهيرية في بلدانها وخارجها، فهناك مبادرات يقوم بها النجمان الظاهرة رونالدو (برازيلي) والأسطورة زين الدين زيدان (فرنسي)، وكذا النجم الأرجنتيني خافيير زانيتي من خلال جمعيته الخيرية في الأرجنتين، وأيضاً هناك مبادرات متعددة يقف وراءها كل من نجمي لعبة التنس السويسري روجيه فيدرير ومنافسه التقليدي الإسباني المصنف الأول عالميا حالياً رافائيل نادال، وهناك مبادرات أخرى يقوم بها نجوم لعبة السلة الأمريكية والأوروبية، وألعاب أخرى لا يتردد نجومها في إقامة مثل هذه اللقاءات الخيرية التي يعود ريعها لجمعية خيرية أو لمواساة مدينة منكوبة، وما إلى ذلك من أسباب تسترعي اهتمام النجوم والمشاهير سواء رياضياً أو فنياً، وعادة ما يشترك في المناورات واللقاءات الخيرية هذه نجوم من الغناء أو السينما أمثال توم كروز وسيلفستر ستالوني وجاستن بايبر وشاكيرا وغيرهم كثير من النماذج التي تعطي جانب العمل الخيري جزءا مهما من وقتها واهتمامها الفعلي.

إن مما يؤسف له أن نكون نحن كرياضيين سعوديين أولاً ثم كعرب ثانياً، أن تكون ثقافة العمل الخيري شبه غائبة من خططنا الحالية أو المستقبلية، ولكم أن تكشفوا لقاءات وتصاريح الرياضيين طيلة مشوارهم الرياضي، أجزم أنكم لن تجدوا إشارات وإنما قد تكون إشارة أو اثنتان مرت مرور سحابة الصيف التي تأتي في لحظات وتختفي في لحظات، والمؤسف أكثر أن فضيلة العمل الخيري ركن أساس في عقيدتنا السمحة، ونفاخر بأنها ركيزة من ركائز انتشار الدين الإسلامي السريع في كل زمان ومكان ولله الحمد، ومن هنا يكون الأسف أكبر وأشد مضاضة عندما نتذكر هذا الأمر على سبيل الطرح.

لكن ربما تكون هذه الخطوة الاخيرة التي جمعت قطاعين مهمين في منظومة الدولة السعودية المتحضرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ربما تكون منطلقاً لمبادرات خيرية تشيع في وسطنا الرياضي وتشمل كافة الألعاب، ويشارك فيها كل الرياضيين من الجيل الحالي والسابق الأحياء، ويسهم الإعلام الرياضي في دعمها بكل وسائله المتعددة.