بعد 16 عاما من قيادتهما البرازيل للظفر بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها في مونديال أمريكا 1994، يتصدر روماريو وبيبيتو مجموعة الرياضيين الذين يسعون إلى اقتحام السياسة في الانتخابات العامة التي تقام غداً.
وبعد 8 سنوات من احترافه في الاتحاد حيث خاض خمس مباريات، يتمسك بيبيتو بولاية ريو دي جانيرو حيث يترشح للفوز بمقعد في برلمان الولاية عن الحزب الديموقراطي العمالي، رغم أن المحللين يؤكدون أنه لم يضمن الفوز بعد، فيما تبدو حظوظ روماريو وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، حيث ينافس من أجل الفوز بمقعد نائب فيدرالي عن الحزب الاشتراكي البرازيلي، أوفر بكثير، وقد يكون أكثر المرشحين نيلاً للأصوات في ريو دي جانيرو وربما يكون قد ضمن مكاناً بالفعل في البرلمان الكائن في برازيليا، على مسافة ألف كيلومتر من شواطئ ريو التي كانت حتى الآن بمثابة "منزله الثاني".
وبالنسبة لروماريو، تمضي الحملة الانتخابية بشكل سهل والانتخابات نفسها تبدو أيسر من إحراز هدف، فشعبيته الطاغية كانت المحرك لحملته التي دارت رحاها في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو ومدن أخرى، وهو يقول "إنها تجربة جديدة تماماً عليّ، وأدهشني الاستعداد الطيب لدى الشعب للتعرف على مقترحاتي".
ويقترح روماريو الذي ولدت ابنته إيفي وهي تعاني من متلازمة "داون"، تحركات لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك يعد بالكفاح من أجل توسعة شبكة الصرف الأساسية ومياه الشرب، وبناء مساكن شعبية، وإقامة مشروعات اجتماعية رياضية دائمة، وتأهيل مهنيين مؤهلين فنيين ومعلمين وأخصائيي علاج طبيعي وآخرين من أجل العمل في الرياضة.
ويعتقد الخبير السياسي روي تافاريس مالوف أن الشهرة لا تمثل ضماناً لتحقيق نصر انتخابي، "إلا أنها بالتأكيد تساعد" المرشح في حملته. ويصل عدد الرياضيين المعتزلين الذين يبحثون عن مستقبل في السياسة هذا العام إلى 23، وهو ما يعني زيادة تفوق نسبتها الثلث مقارنة بـ17 مرشحا فقط في انتخابات عام 2006. ورغم أنهم يؤكدون أن هدفهم هو العمل لأجل الشعب، لا يمكن نفي أوجه الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها الحياة السياسية، فعائد نائب فيدرالي برازيلي، لا يذهب إلى البرلمان سوى ثلاثة أيام في الأسبوع، يصل إلى 180 ألف دولار سنوياً بين رواتب وبدلات نفقات. بالنسبة لروماريو على سبيل المثال، سيمثل العائد المادي هدية من السماء، فلدى تسجيل ترشيحه أمام اللجنة العليا الانتخابية قدم إقراراً ماليا قيمته أقل من نصف مليون دولار، وهي القيمة التي تبدو شديدة التواضع بعد عقدين من الانتصارات والأموال الطائلة.
وفضلاً عن الراتب الجيد، فإن الوصول إلى البرلمان الفيدرالي سيعني بالنسبة لروماريو التمتع بحصانة برلمانية، وعدم العودة لمواجهة وضع مذل كالذي عاشه في يوليو عام 2009 عندما قضى ليلة في السجن بسبب التأخر في سداد نفقة ابنيه من زوجته الأولى مونيكا سانتورو.