ينتظر أن يفتتح بالعاصمة الإسبانية مدريد في 12 نوفمبر المقبل معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي اختتمت فعالياته أخيرا في متحف اللوفر بباريس بعد استمراره لفترة تزيد عن الشهرين والنصف.

وكانت آخر فعاليات المعرض في باريس تنظيم متحف اللوفر ندوة عن آثار المملكة ألقيت فيها عدة أبحاث عن آثار المملكة وشارك فيها نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان بورقة تحدث فيها عن مشاريع الهيئة وبرامجها للمحافظة على آثار المملكة وتأهيلها وتنميتها. كما ألقى عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور سعيد السعيد ورقة عن نتائج العمل الميداني في موقع الخريبة بالعلا. وتجاوز عدد زوار المعرض 160,000 زائر بمعدل ألفي زائر يوميا حيث حظي المعرض بإقبال واسع من الجمهور الفرنسي وزوار باريس والمقيمين فيها من مختلف دول العالم, كما حظي باهتمام إعلامي عالمي واسع من وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ أصدر موافقته الكريمة على انتقال معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويضم المعرض 320 قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى خارج المملكة من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة وقطع من التي عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة, وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة بالعصور الحجرية ثم بفترة العُبَيْد (الألف الخامس قبل الميلاد) ثم بفترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة, ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها.

وعلى غرار متحف اللوفر ستتحمل مؤسسة كاشيا الإسبانية كامل تكاليف نقل وإقامة المعرض الذي يحظى باهتمام المتاحف والمراكز العالمية التي تقدمت بطلب استضافته.

يشار إلى أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل افتتح المعرض نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ في يوليو الماضي بحضور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير نيابة عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز, ووزير الثقافة الفرنسي السيد فريديريك ميتران، ومدير عام متحف اللوفر هنري لواريت. ووقعت على هامش حفل الافتتاح اتفاقية إقامة المعرض في إسبانيا, ووقع الاتفاقية كل من الدكتور علي الغبان, ومدير القسم الثقافي بمؤسسة كاشيا الإسبانية أقنا ماريو بوراس. إلى ذلك، اعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز تنقل المعرض بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تأكيدا على مكانة المملكة التاريخية، وإسهاما في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة, وما تمثله الآثار السعودية من أهمية خاصة في اكتمال فهم حلقات التاريخ البشري، وتأصيلا لما تتبوؤه المملكة اليوم ـ في ظل اهتمام القيادة حفظها الله ـ من مكانة في قيادة التواصل الإنساني. وأشار الأمير سلطان في تصريح صحفي إلى أن عرض المملكة لعدد كبير من قطعها الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضيها، يأتي امتدادا لحضور المملكة العالمي وما تحتله من منزلة متقدمة على الصعيد الدولي من خلال مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين, ودورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية, انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محورا رئيسا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري عبر العصور.