لم تمنع الخنساء من الوقوف أمام جمع غفير في سوق عكاظ لإلقاء قصائدها التي خلدها التاريخ ولكن الشاعرة الجزائرية زينب الأعوج منعت مساء أول من أمس من اعتلاء منصة سوق عكاظ في حلته الجديدة، وطلب منها إلقاء أشعارها وهي جالسة على مقاعد الجمهور بينما زملاؤها في الأمسية الرجال يعتلون المنصة.

وشهدت أول فعالية تشارك فيها مثقفة في برنامج سوق عكاظ لهذا العام جدلا كبيراً حدث قبل بداية الأمسية بين الشاعرة الجزائرية زينب الأعوج وبين منظمي الأمسية حول عدم صعودها لمنصة مسرح عكاظ وإلقاء قصائدها من على المنبر أسوة بالشاعرين رضا بلال وحسن الزهراني والاكتفاء بإلقائها لنصوصها الشعرية من مكانها وهي جالسة بين السيدات مما جعل الشاعرة تتلفت يمينا ويسارا متسائلة ما السبب الذي يمنعها من الصعود، هل كانت هذه القيود تفرض على جدتها الخنساء؟.

وبالرغم من محاولات الكثير من المثقفات بألا تتنازل عن حقها في الصعود إلا أن الشاعرة فضلت البقاء قائلة طالما أنها أعراف البلاد فلا مانع وقد فشلت محاولات الشاعرة والعديد من المثقفات اللاتي استغربن هذا التصرف الذي لا يُعرف من يقف وراءه من المنظمين. وكمحاولات أخيرة كن يبحثن عن بعض منظمي الفعاليات ليقنعنه بصعود الشاعرة، إلا أن مدير الأمسية الدكتور يوسف العارف اضطر للنزول من المنصة ليشرح الوضع للشاعرة في محاولة منه لإرضائها وامتصاص غضبها قائلا لها إنه فرض ذلك من قبل المنظمين وليس منه شخصيا، وحينما عاد العارف لمكانه في المنصة قال البداية ستكون من الشاعرة الجزائرية زينب الأعوج تكريما لها وتعويضا عن حقها في الصعود على المنصة.

وبدأت الأعوج حديثها بقولها "اسمحوا لي أن أحتج قليلا لأني لست في المنصة لكنني ضيفة وأحترم طقوس البلد، وأنا هنا أتشرف بمن جاء ليسمعني "وكرر لها مدير الأمسية "تفضلي من مكانك لو سمحت".

و بدأت الأمسية في وقتها المحدد وكانت لكل شاعر جولة واحدة بوقت زمني 15 دقيقة، فقرأت الأعوج مجموعة من قصائدها.

وبدأ الشاعر حسن الزهراني قصائده بتحية وجهها للجميع، ثم قال "اسمحوا لي أن أحيي زوجتي فقد تعودت حينما تكون هنا أن أبدأها بالتحية وقال لها:

يا من تبلورت في الأنفاس أنفاسا

وذبت في نابض الإحساس إحساسا

تبتل السحر في عينيك ثم صفا

ودق رهبانه للحب أجراسا

جندت عيني وروحي والفؤاد على

أبواب عشقك يا حسناء حراسا

واختتم بمقطوعتين بناء على طلب من أحدهم عنوانها "النساء" والأخرى "زامر الحي".

وقرأ الشاعر السوري رضا بلال نصوصه الشعرية والتي بدأها بقصيدة "عكاظ" وقال إنها تحية دمشقية إلى وطن الشعر والشعراء مشيرا إلى أنه يصر على أن يبقى الشعر ديوان العرب.

واختتمت الأمسية زينب الأعوج بقصيدة عنوانها "رباعيات نوارة لهبيلة".