انتهت الجولة الأولى للمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية دون التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد تجميد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بما ينقذ المفاوضات المباشرة الفلسطينية - الإسرائيلية. وكان العرب قد أعطوا دفعة لهذه الجهود بتأجيل اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي كان مقررا في القاهرة الاثنين إلى الأربعاء المقبل في حين انضمت المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى هذه الجهود بالاجتماع مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وقال ميتشل بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس، إن الإدارة الأمريكية مصممة على المضي للوصول إلى أرضية مشتركة بين الأطراف لتمكينهم من مواصلة المفاوضات المباشرة"وأضاف"الإدارة الأمريكية ستواصل جهودها بكثافة خلال الأيام القليلة المقبلة".
وتابع ميتشل: "نحن مصمـمون على الوصول إلى اتفاق سلام في المنطقة يفضي إلى حل الدولتين، تعيشان إلى جانب بعضهما بعضا، والتوصل إلى اتفاق شامل وهذا ما يعني أن إسرائيل وسوريا، وإسرائيل ولبنان يجب أن تتوصل إلى اتفاق وسلام وعلاقات طبيعية في المنطقة".
أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس أن واشنطن تبذل حاليا "جهودا مكثفة" وستواصلها "في الأيام المقبلة"، من أجل استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وقال ميتشل إثر لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله والذي استمر أكثر من ساعتين "نحن مصممون على مواصلة جهودنا للتوصل إلى أرضية تفاهم بين الطرفين بهدف إتاحة استمرار المفاوضات المباشرة". وأضاف "سنواصل جهودا مكثفة خلال الأيام المقبلة"، موضحا أنه سيلتقي عباس مجددا اليوم. من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن اللقاء الذي جرى في مقر الرئاسة في رام الله "كان معمقا ومحادثاتنا مع الإدارة الأمريكية مستمرة".
وأضاف "طالبنا السناتور ميتشل الاستمرار في جهوده وطلبنا أن توقف إسرائيل كافة نشاطاتها الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي لإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق".
وقال "أكدنا أننا لسنا ضد المفاوضات واستمرارها لكن الذي قرر استمرار الاستيطان هو الذي قرر وقف المفاوضات"، موضحا أن عباس نقل هذا الموقف الفلسطيني "للرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالة خطية".
وأضاف عريقات "أننا نسعى للسلام ونثمن الجهود الأمريكية الكبيرة التي تقوم بها إدارة الرئيس أوباما ونامل أن يتم إلزام إسرائيل في وقف كافة الأنشطة الاستيطانية".
وعقد اللقاء في حين أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن اجتماع لجنة المتابعة العربية حول مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية الذي كان مقررا في 4 أكتوبر أرجئ إلى السادس منه لإتاحة الفرصة أمام الجهود الأمريكية الرامية إلى تذليل العقبات. وقال أحمد عيسى المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن التأجيل تقرر "بهدف تمكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حضور اجتماع اللجنة لإطلاعها على آخر التطورات المتعلقة بجهود الولايات المتحدة إزاء المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية".
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن الأمانة العامة للجامعة بصدد الاتفاق مع إحدى شركات الطيران لنقل من يرغب من وزراء الخارجية العربية أعضاء اللجنة صباح الخميس 7 أكتوبر المقبل إلى مدينة سرت الليبية لحضور أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في 9 أكتوبر.