حذرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي من التدخل الإيراني في تشكيل الحكومة العراقية، وتداعيات ذلك على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. كما حذرت من انتفاضة شعبية ترفض انبثاق حكومة موالية لطهران. وفي غضون ذلك انتعشت آمال رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي بتجديد ولايته لضمانه التأييد الأمريكي والإيراني.
ونبه النائب عن العراقية زهير الأعرجي إلى مخاطر التدخل الإيراني على ضمان استقرار العراق. وقال لـ "لوطن" أمس "لا نسمح بفرض الإملاءات في موضوع تشكيل الحكومة، وهناك تدخل إيراني في هذا الملف، وكذلك في توزيع المناصب، وتوقعاتنا تؤكد أن الساحة العراقية ستشهد انتفاضة شعبية تعبر عن رفض العراقيين تشكيل حكومة موالية لطهران". وندد بتصريحات القيادي في حزب الدعوة الإسلامية والنائب عن ائتلاف دولة القانون علي الأديب الذي دعا العراقية "لقبول رئاسة مجلس النواب لكونها تمثل السنة في العراق". وقال الأعرجي "اتهامنا بتمثيل طائفة معينة يعني العودة للمربع الأول في تكريس التحالف الشيعي والسني والكردي ونحن نرفض ذلك، وتصريحات الأديب تنطلق من دوافع طائفية". مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة من دون مشاركة قائمته ستكون عاجزة عن تلبية متطلبات الشعب العراقي، ومن أبرزها تحسن الملف الأمني. وأكد على تمسك قائمته بموقفها الرافض للمشاركة في حكومة يقودها المالكي.
من جانب آخر كشف النائب عن دولة القانون علي فياض العامري عن تأييد أمريكي وإيراني لزعيم ائتلافه المالكي في تجديد ولايته "نظرا لقناعة واشنطن وطهران بأنه يتمتع بمواصفات تؤهله لإدارة الحكومة المقبلة". وقال إن الموقف الأمريكي وكذلك الإيراني تجاه المالكي "لا يعني أنه مرتبط مع الطرفين باستراتيجية واحدة والتأييد يأتي في إطار البحث عن شخصية تمتلك الخبرة في إدارة الحكومة المقبلة".
وفي أجواء اتساع الخلاف بين الأطراف العراقية حول تشكيل الحكومة وانتقال ملف مفاوضاتها إلى دول الجوار، توقعت أوساط برلمانية حصول انقسامات داخل تحالفات الكتل النيابية استجابة لمتطلبات تشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا السياق قال النائب المستقل صباح الساعدي "نتيجة حصول متغيرات في العملية السياسية ستنبثق تحالفات تضم الكتل المتوافقة في المواقف بهدف ضمان المزيد من المناصب".
على الصعيد الأمني قتل ثلاثة أشخاص أمس وأصيب عشرة آخرون في سلسلة أعمال عنف متفرقة شهدتها أحياء مدينة الموصل. وقالت مصادر في الشرطة إن "رجلا وزوجته قتلا طعنا بالسكاكين من قبل مسلحين مجهولين في شقق الخضراء السكنية شرق الموصل. وقتل جندي عراقي وجرح ثلاثة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في منطقة حي التحرير شرق المدينة. كما أصيب سبعة من طلبة كلية الطب بجامعة الموصل جراء انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة عند مدخل الكلية غربي المدينة".