أعلن حزب اليمين المتطرف الهولندي"في في دي " بقيادة جريت فيلدرز،أمس، أنه توصل مع حزبي الليبرالي الحر والديموقراطي المسيحي إلى اتفاق آخر، بعدم المشاركة في الحكومة الائتلافية، والاكتفاء بدعمها سياسيا ودستوريا وعدم معارضة قراراتها أمام البرلمان، وعدم المطالبة بإسقاطها مستقبلا أو سحب الثقة منها، مع الاحتفاظ بحق أغلبية برلمانية له بفارق مقعد واحد، بشرط تنفيذ الحكومة الجديدة التي ستشكل الآن من حزبين فقط على مطالبه التي أقرها برنامجه الانتخابي، وأن هذا الاتفاق الجديد تم من أجل منح حزبي الأقلية سالفي الذكر أغلبية داخل البرلمان نتيجة للدعم المقدم من مقاعد اليمين المتطرف، حتى تتمكن من السيطرة على القرارات.

وبهذا الاتفاق الجديد يصبح الائتلاف الحاكم من حزبي الليبرالي الحر والديموقراطي المسيحي فقط وهما حزبا أقلية، ويصبح الحزب اليميني المتطرف حزب ظل للحكومة، مشاركا في خطتها وداعما لقراراتها، وليس في صفوف أحزاب المعارضة خارج التشكيل الحكومي، والتي تمثل الآن حزب العمل والاتحاد المسيحي، والديموقراطي 66، واليسار الأخضر، وبقية الأحزاب الأخرى الصغيرة.

وتتضمن مطالب فيلدرز التي وافقت عليها حكومة الائتلاف، حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة على غرار الجارة بلجيكا وأيضا فرنسا، ولتعد هولندا بذلك ثالث دولة تفرض هذا القانون، وحظر فرض ارتداء الحجاب في الوظائف الحكومية والرسمية، على رأسها قطاعات القضاء والنيابة والشرطة وخفض أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء في السنوات المقبلة بصورة كبيرة.

ويعد الاتفاق الجديد الذي أعلن عنه حزب الحرية تطورا كبيرا في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، والتي تنتظر مباركتها من بقية الأحزاب والقصر الملكي خلال الساعات المقبلة إن لم يسفر الوضع على مفاجآت جديدة.

ويعتبر تصرف الحزب اليميني المتطرف نوعا من الذكاء السياسي، حيث سيشارك في خطة الحكومة وهو بعيد عن الواجهة الحكومية، تجنبا لانتقادات أوروبا والدول الخارجية.، وكانت ضجة هائلة في هولندا عقب الإعلان عن الخطة الأولى بمشاركة اليمين المتطرف في الحكومة.

إلى ذلك شن المستعرب الهولندي هانس يانسن حملة ضارية على المسلمين بهولندا، محذرا من الاستمرار في أسلمة البلاد، وأن المواطنين الأصليين من سكان البلاد سيضطرون مستقبلا إلى الفرار واللجوء إلى أستراليا مع تزايد الأسلمة وهيمنة المتطرفين على البلاد.

جاء ذلك في معرض الكلمة التي قدم من خلالها كتاب جديد كتبه النائب البرلماني اليميني،مارتن بوسما، في منتدى بلاهاي مساء أمس، ويحمل الكتاب عنوان "النخبة المدعية من المزورين" أو" سخاين أليتا فان فالسمونتيور" بالهولندية، وهو كتاب ينتقد النخبة اليسارية في هولندا منذ الستينات وحتى الآن، ويتهمها بفرض أيديولوجية متعددة الثقافات، وهي أيديولوجية ـ وفقا للكاتب ـ لا تتمتع بأي دعم في صفوف الشعب ،وانتهى وجودها الآن. وقال يانسن الذي تربطه صداقة وطيدة بجريت فيلدرز، إن توصل حزبي الديموقراطي المسيحي والليبرالي الحر خلال الساعات الماضية في هولندا لاتفاق سياسي مع الحزب اليميني"الحرية" على التعاون لتشكيل حكومة، إنما هو يوم انتصار حقيقي للكفاح ضد الأسلمة.