تواجه سلطات الأمن بالعاصمة الهولندية أمستردام موقفا صعبا، لمحاولاتها إجلاء عصابات المتسكعين أو ما يعرفون بعصابات "الحرافيش" وتعني " كراكا " بالهولندية، حيث استولى مئات الأشخاص من أفراد هذه العصابات على مائتي منزل بالعاصمة، بأسلوب وضع اليد، عن طريق تحطيم أبوابها أو نوافذها الزجاجية والإقامة بها بصورة غير مشروعة، حيث كانت هذه المنازل خالية منذ بضعة أشهر من سكانها الأصليين، تمهيدا لإصلاحها من تصدعات خطيرة.

وأعلن رئيس بلدية العاصمة أمستردام ايبرهارد فان ديرلان أن المدعى العام هيرمان بولهار قد أصدر موافقة لقائد الشرطة برنارد ويلتين لاستخدام القوة الأمنية لإجلاء الحرافيش عن هذه المساكن، حتى يتم إصلاحها وإعادة تسليمها لأصاحبها.

ويعد استيلاء المتسكعين من حرافيش هولندا على المساكن الخالية من سكانها، عرفا قديما انتشر بعد الحرب العالمية الثانية، مع عودة اللاجئين والفارين من هولندا إليها مرة أخرى، ليجدوا منازلهم قد تهدمت، فسمح لهم بالإقامة في منازل أخرى بديلة، من تلك التي هجرها سكانها بفعل الحرب، وكان هذا العرف له قوة القانون حتى ثلاثة عقود مضت، غير أنه مع تغير القوانين، وتقنين وضعية الإسكان من خلال شركات إسكان قوية، تم إلغاء هذا العرف، وأصبح من يستولي على مسكن خال دون وجه حق مجرما بعرف القانون، يستوجب اعتقاله ومحاكمته. غير أن حرافيش الشوارع وهواة دخول المساكن من نوافذها الزجاجية بعد تحطيمها، لم يلتفتوا لمتغيرات القانون، وزادت أعدادهم في الآونة الأخيرة، وباتوا يشكلون ظاهرة خطيرة على المجتمع الهولندي المتحضر، حتى تمكن المئات منهم في الأيام الأخيرة من اقتحام 200 مسكن دفعة واحدة في قلب العاصمة أمستردام والعيش بها، وسط شكوى السكان الشرعيين من إشاعة هؤلاء للفساد والضوضاء والعنف.