حذر خبراء استراتيجيون من مغبة الانسحاب من المفاوضات المباشرة التي تجري برعايا أمريكية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكدوا أن وقفها سيمنح إسرائيل ذريعة لتكثيف الاستيطان في القدس الشريف"، فيما شددوا على ضرورة إنهاء الوضع الانفصالي في قطاع غزة.

وقال مدير منتدى الشرق الأوسط الخبير في الشؤون الفلسطينية سمير غطاس أمس أمام مؤتمر "تحديات الأمن القومي العربي" الذي ينظمه المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة "إن وقف المفاوضات لن يؤدي إلى وقف الاستيطان..لا يجب على القيادة الفلسطينية ألا تستمتع للأصوات التي تطالبها بهجر المفاوضات في هذه اللحظة، ولا يجب على الفلسطينيين أن يغامروا بمواجهة المجتمع الدولي". وتوقع غطاس "عبور الأزمة الراهنة الخاصة بالاستيطان عبر التوصل لصيغة توافقية ترضي كل الأطراف".

وأرجع رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي السبب الأساسي لدخول إسرائيل في عملية تفاوض مع الفلسطينيين إلى "أنها ترمي لإدارة الصراع وليس إنهاءه.. هم لا يبحثون عن حل"، مشيرا إلى "أنها لم تقدم مبادرة رسمية، ولا رؤية واضحة لعملية السلام، بل هدفها إبقاء عملية التفاوض مستمرة وكسب الوقت، والترحيب دائما بالاستماع إلى المبادرات الفلسطينية والعربية بهدف الحصول على التنازلات". وأشار فهمي إلى "أن إسرائيل تتحدث بالأساس عن الترتيبات الأمنية، فهي ذهبت للمفاوضات المباشرة لاستغلال وضع السلطة الفلسطينية، وتبحث عن أمنها ولا علاقة لها بأمن الآخرين".

وأوضح أن "النسق العقدي الفكري الموجود عند الإسرائيليين يقوم على فكرة السلام الاقتصادي، التي يروجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهم مصرون على أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ومبدأ يهودية الدولة يتم تسويقه، وإسقاط مبدأ حق العودة".

وتطرق قنصل مصر الأسبق في إسرائيل السفير حسن عيسى إلى الوضع الانفصالي في غزة، وقال "إنهاء الوضع الانفصالي في غزة واجب قومي عربي، وإلا سيبقى الجسد الفلسطيني جاهزا للتعامل مع إسرائيل، وحجة في يد الإسرائيليين أو الأمريكيين لإفشال أي اتفاق". ولفت إلى أن هناك "تجاهلا أمريكيا إسرائيليا لموضوع حماس "وسيطرتها على غزة"، مرجحا أن تلجأ إسرائيل لطرح هذه المسألة إذا فشلت في استخدام كل العقبات التقليدية لعرقلة المفاوضات، مثل موضوع يهودية الدولة، والسيطرة على غور الأردن".

آراء حول التطورات:

• سمير غطاس: يجب على القيادة الفلسطينية ألا تستمتع للأصوات التي تطالبها بهجر المفاوضات في هذه اللحظة.

• طارق فهمي: إسرائيل لم تقدم مبادرة رسمية، ولا رؤية واضحة لعملية السلام، وهدفها إبقاء عملية التفاوض مستمرة.

• حسن عيسى: إنهاء الوضع الانفصالي في غزة واجب قومي عربي وهناك تجاهل أمريكي إسرائيلي لموضوع حماس "وسيطرتها على غزة".