تعيد قضية مغتصب القاصرات ـ أو وحش جدة ـ دور المراقبة التقنية الدقيقة للمجمعات التجارية والميادين والحدائق العامة.. لو كانت لدينا كاميرات مراقبة فعالة في المستشفيات والأسواق والميادين لما استطاع هذا المجرم خطف هذا العدد الكبير من الأطفال دون أن نتمكن حتى من معرفة ملامح وجهه.
أدعوك حينما تدخل أحد البنوك المحلية للنظر إلى الزوايا.. ستجد هناك كاميرا في كل زاوية.. عند الباب الخارجي عند صالة الانتظار.. خلف موظف الصراف.. أصبحت هذه الكاميرات أشبه بفرقة عسكرية كاملة..! حتى أجهزة الصراف الآلي التي نستخدمها تتم مراقبتها بواسطة الكاميرات.. المراقبة بواسطة الكاميرا هو نهج أمني عصري يوفر الكثير من الانضباطية والدقة في العمل ويضيق هامش الجريمة إلى أبعد حد.. لماذا نذهب بعيدا.. كاميرات ساهر.. بعدما تم زرعها عند التقاطعات، استطاع المرور الحد من السرعة الزائدة.. وأثبتت تقارير الهلال الأحمر أن معدلات الحوادث والإصابات انخفضت بشكل ملحوظ.. المفترض أن تلزم إمارات المناطق جميع المراكز التجارية الاستعانة بكاميرات المراقبة.. وضرورة وضعها في جميع مداخل ومخارج المجمعات والأسواق التجارية والحدائق العامة.. وتقوم باختبارها اختبارا دوريا لضمان جودتها.. حينما يشعر المجرم أن الدنيا كلها مراقبة لن تسوّل له نفسه ارتكاب جريمته.. وإن فعلها سيتم اكتشاف أمره بسرعة عن طريق الكونترول الذي يربط جميع المشاهد واللقطات. كثير من جرائم الاختطاف التي حدثت في المستشفيات والميادين والشوارع والمجمعات لم تكن لتحدث لو كنا قد استعنا بالكاميرات..اليوم في بريطانيا هناك أكثر من 4 ملايين كاميرا تغطي جميع أرجائها.. ومطلع العام الحالي نشرت (الشرق الأوسط) خبرا يقول إن العاصمة الفرنسية، باريس، أصبحت منافسا قويا للندن التي كثيرا ما جاءت في المركز الأول عالميا من حيث نشر أكبر عدد من كاميرات المراقبة في أرجائها. أظن أن هناك من سيقول ـ هذه اللحظة ـ هل تريد أن تحيط بنا الكاميرات في كل زاوية؟ وأقول: وما المشكلة في ذلك طالما أنها ستزيد من الرقابة الأمنية وتحد من الجريمة!.