تعاني المساجد التي تقع على الطرق السريعة بين المدينة وجدة ومكة والعكس من إهمال ملاك المحطات، خصوصا فيما يتعلق بأمور النظافة والتكييف حيث إن الملاك عادة ما يتابعون تحصيل الإيجارات من المحلات المستأجرة، فيما لا يلقون بالا لمسألة صيانتها الدورية.
ويضطر المسافرون لأداء صلواتهم بدون تكييف وبدورات مياه غالبا ما تكون غير نظيفة وغير صالحة للاستخدام.
وقال المواطن خالد مشرف إن المساجد التي تقع في ذلك النطاق تعاني من الإهمال الواضح من قبل ملاك المحطات، رغم أعداد الزوار والمعتمرين إضافة للمسافرين الذين يتوقفون عندها، حيث نجد في أغلب الفترات دورات المياة في غاية السوء، وحالة المكيفات يرثى لها، إضافة إلى الأتربة التي على الفرش التي تنقل العدوى والأمراض لعابري السبيل المضطرين للنزول بتلك المساجد لأداء الفرائض.
وبين مشرف أنه سبق أن اشتكى قبل سنوات، وقد تم تشكيل لجنة لمتابعة تلك المحطات إلا أن المشكلة في إنشاء تلك المساجد على طراز قديم والتي أصبحت اليوم متهالكة، مشيرا إلى ضرورة تدخل الهيئة العامة للسياحة والآثار بقوة ومتابعة تلك المحطات لأنها تمثل واجهة حضارية للبلد حيث يؤمها الناس من كل مكان.
وقال المواطن سلطان المطيرى والذي التقت به "الوطن" بمحطة ساسكو النازلة من مكة إلى المدينة إن مسجد المحطة للأسف يعاني من سوء التكييف، حيث لا يعمل غير مكيف واحد، فيما نزعت مفاتيح الكهرباء الباقية ويبدو أن لها سنوات على هذه الحال، وكذلك الإضاءة سيئة جدا، أما دورات المياه فهي معقولة جدا لتوفر الصابون ومستوى النظافة جيد.
وقالت أم زياد والتي خرجت من مصلى النساء إن التهوية معدومة وإن المساحة ضيقة، وكذلك التكييف سيئ جدا، مستغربة من عدم الاهتمام بتلك المساجد من قبل أصحاب المحطات، حيث إنك تشاهد المراكز التجارية والمطاعم في أحسن حال، إلا أن ذلك لا يوجد للأسف مع بيوت الله والتي تعتبر الأهم من كل شيء. ويطالب عبدالله الأحمري وزارة الأوقاف وشؤون المساجد في المدينة المنورة بالاهتمام بالمساجد المنتشرة على امتداد الطرق السريعة، والعمل على التنسيق مع أصحاب المحطات على ضرورة الحرص على نظافتها ونظافة دورات المياه بها.
ويصف الأحمري الوضع الذي تعيشه المساجد على الطرق السريعة بالمتدني جدا من حيث مستوى النظافة ـ على حد تعبيره ـ ويقول كيف للمصلين أن يؤدوا الركن الثاني من أركان الاسلام في مكان يعاني من الإهمال والروائح والأوساخ بل إن البعض منها أصبح مرتعا للقطط. ويقترح الأحمري على فرع الوزارة بعمل جائزة وتكريم لأفضل محطة وقود تحرص على العناية بالمسجد أو الجامع الموجود بها، وذلك كي يتم خلق نوع من أنواع المنافسات فيما بينهم لصالح نظافة تلك المساجد في حين يتم إنزال أشد العقوبات بحق كل مالك محطة غير متعاون، وذلك بالتنسيق مع الجهات العليا في المنطقة.
ويتفق فهد البدراني مع ما ذكر سابقاً، مضيفا أن مسؤولية هذه المساجد هي من مسؤوليات وزارة الأوقاف وشؤون المساجد ويجب عليها العمل على وضع آلية معينة للاهتمام بها وتطويرها والعمل على الرقي بمستوى النظافة فيها.
واستطرد البدراني قائلاً: المساجد التي على الطرق السريعة تعكس صورة سيئة عن الوزارة أمام الزائرين لها من الدول المجاورة وعن مدى اهتمام الجميع بالمساجد.
إلى ذلك قال مدير فرع وزارة الأوقاف بالمدينة الدكتور محمد الخطري إن هناك لجنة مشكلة من جهات متعددة مهمتها متابعة المساجد الموجودة على الخطوط الخارجية والرابطة بين المدينة ومكة وجدة وكذلك المناطق الأخرى، مشير إلى اهتمام اللجنة بأوضاع المساجد والتي تلاقي كل اهتمام ورقي من الدولة أعزها الله.