لنتحدث اليوم- معاً- عن شخصية قيادية في عالم الفكر والأدب والفن والإدارة.. حيث الإعجاب المتزايد بهذه الشخصية يدفع الجميع للتحدث عنها؛ والجميع يعرف أن خالدَ الفيصل خالدٌ في ذاكرة النجاح، حين قال كلماتٍ استعصت على فهم الزمن المنظور، واستوعبها الزمن البعيد متجاوزاً مستوى الإدراك المعتاد.
قال: لا نرضى بالجلوس في غير الصف الأول، وكان يعني ما يقول في زحمةِ الجلساء، فأدرك كلماته من أدرك، وغفل عنها من غفل، بينما يتزايد يقينه أن التميز أحد الطرق السائرة نحو العالم الأول.
قال وهو يدرك كيف شَيّدَ العالمُ الأولُ بناءَه، وأنه متى ما استكنا فلن نبني ولن نتقدم.. قال وهو يعلم أنه يضرب في الصخر ليخرج منه حجر البناء، وأن البناءَ لا تعيقه الأزمان، إنما يعيقه الوقوف بينما الزمن يسير.. قال وهو يعلم أن لهذه الفروع من أبناء الوطن جذوراً تنتظر من يحفر في التراب ليستردها.. قال وهو يعلم أننا قد لا نشهد الاحتفال بيوم الوصول إلى العالم الأول، ولكنه يعلم أن حفيداً سيحتفل به يوماً ما.. قال وهو يعلم أنه إنما يضيء الطريق لبلوغ العالم الأول.
قال وهو يعلم أننا أصحاب دينِ وحضارةٍ ورقي، في دولة تعتدّ بشبابها ورجالها ونسائها.. قال وهو يعلم أننا وإن غفونا نهاراً، أو جُنّ علينا الليل فلا بد أن نستيقظ قبل الشروق لنواصل المسير باتجاه العالم الأول فهناك ينتظرنا الهدف.
قال وهو يعلم أنه يملك من العلم ما يصنع به الرجال، ومن الرجال ما يصنع بهم العلوم.. قال وهو يعلم أنه يبحث عن شيء هو ذاته يبحث عنه.
قال الكثير وهو يعلم أكثر أنّ مِنّا مَن يسبق فكرُهُ زمنَه، فكانوا هم الذين بحث عنهم فوجدهم يجلسون في الصف الأول.. هم أنفسهم الذين كانت من بينهم ابنة الوطن (بيان المشاط) التي أطلق العالمُ الأول اسمها على كوكب بالفضاء تكريماً لتميزها، فحق لنا أن نقول: إن التميز هو الركن الأول في بلوغ العالم الأول.
قلتُ:
شكراً خالد الفيصل.. إنما يُخلد التاريخُ صانعيه.