اضطر سكان جبال فيفاء إلى ترميم طرقهم المتهالكة جراء الأمطار التي حولت معظمها إلى مجرى للسيول، فضلا عن تهتك الأسفلت بسبب الصخور المتساقطة، حيث قام الأهالي بشراء كميات من الأسمنت لتثبيت الجدران الصخرية التي يبنونها على حافة الطرق لحماية ما تبقى منها وتحويل السيول عنها.
وقال المواطن جبران الثويعي: اقترحنا العمل جماعيا وتحديدا في هذا الوقت لعدة أسباب، منها تدارك أيام الإجازة التي توفر لنا كثيرا من الأشخاص لتحقيق نتائج أفضل نظرا لحجم الأضرار التي لحقت بالطرق جراء موسم ماطر كاد يمحو بعض الطرق، خاصة أننا لم ننعم بطرق مسفلتة إلا بعد مطالبة وانتظار طال أمده. وأشار إلى أن الطرق قد تتلاشى لو انتظروا البديل أو الصيانة من قبل الجهات الخدمية.
وأضاف مفرح سلمان: وسائلنا بدائية وجهودنا ذاتية إلا أنها تؤدي دورا كبيرا في حماية حواف الأسفلت من التداعيات من خلال بناء جدر طولية من الصخور نقوم بتثبيتها بكميات من الأسمنت على طول حافة الطريق مع تحويل مجرى السيول بعد عدة أمتار عن الطريق، لنحد من تجمع المياه التي تتحول إلى سيول تجرف كل ما تصادفه أمامها حاملة الصخور والأتربة والتي تكاد تمحو معالم الطريق، كما تجرف التربة من تحت طبقات الأسفلت.
وعن دور البلدية، أكد المواطن قاسم جابر أن البلدية تقدم جهودا لا نتجاهلها ولكن تعتبر محدودة مقارنة بما تحتاجه الطرق من جهود كبيرة، نظرا لمساحة المنطقة ووعورتها وتعدد طرقها التي تقدر بالعشرات بعضها يمتد لمسافات بعيدة من خلال مناطق صعبة التضاريس ومعقدة يقابلها إمكانيات محدودة من البلدية لا تتوافق والمهام المناطة بها، خاصة أنها تعمل في وقت تنصل فيه فرع إدارة الطرق بالمنطقة عن دوره بحجة أنه يعنى بالطرق الخارجية من محافظة إلى أخرى.. لا الطرق الداخلية التي يرى أنها من اختصاص البلدية.
من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي أحمد محمد الفيفي استمرار معاناة سكان فيفاء مع طرقهم. وقال: نعمل بجهود متواصلة ليتسلم فرع إدارة الطرق بالمنطقة صيانة طرق فيفاء ولو الطرق الرئيسية، كون إمكانياتها تفوق إمكانية البلدية التي لن تفي إمكانياتها وميزانية مشاريعها لتأمين متطلبات طريق واحد من مشاريع ضخمة سواء الجسور أو العبارات أو عوامل الحماية من الانهيارات نظراً لوعورة المنطقة، مشيراً إلى أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ مشروع طريق فيفاء شرقا وغرباً وجنوباً وشمالا بمبلغ يقارب المليار سينهي معاناة المواطنين.
إلى ذلك، ثمن رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي ما يقوم به المواطنون من جهود ذاتية في ترميم بعض الطرق والحفاظ عليها والتي يرى أنها حلول مؤقتة ومحدودة، مشيرا إلى أنه لا يتجاهل أنها من مهام البلدية، معللا سبب تأخر البلدية في تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول أو الحد من أسباب وتداعيات الانهيارات المستمرة خاصة في مواسم الأمطار، إلى انتظار تقرير فريق الهيئة الجيولوجية، الذي يمثل جانبا مهما لاتضاح الرؤية في دراسة وتنفيذ المشاريع وفقا لنتائج التقارير الصادرة من الهيئة، كي تؤدي تلك المشاريع الغرض من تنفيذها بشكل دقيق.
وأضاف أن الهيئة في المراحل الأخيرة لإتمام مهمتها، وسيتم البدء في المشاريع خلال الأشهر القليلة المقبلة.