تحديد المرض أهم من وصفة العلاج.. وبه يبدأ مشوار الشفاء.
قبل نحو أسبوعين، وبشجاعة كشف وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب في أول خطاب يلقيه تحت قبة مجلس الشورى، أن وزارته رصدت خلال السنوات الماضية توزيعاً غير عادل للمشاريع البلدية والموازنات لأمانات المناطق في المملكة. أنا متيقن أن المشكلة ستحل الآن، ولكن ليس لأن الوزير استهل إجاباته عن أسئلة أعضاء المجلس بقوله "إن الوزارة أعدت معادلة تتضمن عددا من المعايير بهدف تحقيق العدالة في توزيع المشاريع والموازنات في مناطق المملكة"، بل لأن شجاعة الوزير جعلته يعلن ذلك أمام مجلس الشورى والإعلام، مما يعني أنهم سيتتبعون ذلك.
ولكن ربما تعود ذات "العلة" بطريقة أخرى وبوجه آخر في قادم الأيام أو الأعوام، إلا إذا أعلنت وزارة الشؤون البلدية ما الذي ترتب على ذاك الرصد من عقوبات أو تبريرات.
ومن ذلك عرفنا سبب نقص بعض الخدمات في بعض المناطق، ولكن لم نعرف لماذا بعض الأمانات والبلديات لم تقدم شيئاً لمناطقها ومدنها حتى الإسفلت والرصيف والحدائق والنظافة التي لا أظن بلدية تعجز عنها ولا أظنها تحتاج مشاريع ضخمة، ولنأخذ على سبيل المثال – وبكل جدارة- بلدية محافظة حفر الباطن التي لا أحد يعلم ماذا تعمل طوال السنوات الماضية؟ وماذا قدمت لأكثر من 300 ألف نسمة سوى حديقة واحدة وأشلاء أرصفة وقطع إسفلت لا تغطي نصف الأحياء ولا نصف الشوارع؟
ألا يفترض أن يتجرأ مسؤولو الأمانات والبلديات ويكشفوا أسباب تقصير بلدياتهم كما فعل وزيرهم؟
أتمنى أن يتجول كل مسؤولٍ في مدينته قبل أن يفكر بالرد أو التوضيح، ولا يكتفي بالمشاريع المكتوبة والملفات على مكتبه..!