سخرت مصادر في رئاسة الحكومة اللبنانية مما نشر أمس في الصحف بأن دمشق طلبت من رئيس الوزراء سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة لسوريا أن يعلن بنفسه سحب الشرعية عن المحكمة الدولية. وشددت المصادر على أنه "لا شيء يمنع الحريري من زيارة سوريا غير أن هذا الأمر لم يكن على جدول أعماله المقرر وما زال الأمر كذلك".
وكان الحريري قد عاد من جدة بعد أن أجرى سلسلة مشاورات هناك التقى بشخصيات ووفود وأجرى اتصالات على مستويات عدة مع كبار المسؤولين في إطار البحث عن تهدئة الأوضاع وتثبيت التهدئة. ونقلت مصادر قريبة من الحريري، أنه حريص أكثر من أي وقت على السلم الأهلي والاستقرار دون التخلي عن الثوابت الوطنية والقناعات التي تحكم عمله من داخل المؤسسات.
وفي السياق نفسه استمرت الحرب المفتوحة حول المحكمة الدولية بين الأكثرية والمعارضة. ففي حين أكد الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري التمسك بالمحكمة الدولية، وأن ضربها "ضرب للسلم الأهلي في البلد"، وقال عضو كتلة نواب حزب الله النائب نواف الموسوي، إن "القرار الظنّي وطريقة عمل المحكمة يدلان على أمر خطير يدعو إلى الذعر وليس إلى الخوف فقط". وأشار إلى أن "هناك شعورًا متزايدًا بأن الفريق الآخر لا يريدنا طرفاً في الحكم". من جهته أكد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن "المحكمة الدولية هي الملاذ الأول للبنان في الوقت الحاضر، فالمحكمة هي التي ستحقق الأمل بمستقبل لبنان".
وأشار رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي اجتمع أمس بالحريري إلى أن "المحكمة موجودة ولكن علينا الانتباه، وعلينا أن نواجه مع جميع الفرقاء السياسيين وبشكل مشترك ونمنع التوترات بالكلام الهادئ وبالتهدئة".