يبدو أن مدرب فريق الهلال الكروي الأول الأرجنتيني جابرييل كالديرون تحول من مدرب قاد الفريق لبطولة كأس ولي العهد، وحافظ على قيادته نحو تحقيق بطولة الدوري، إلى نقطة تجاذب شرفية، حيث تتجاذب مصيره قوتان مؤثرتان في تاريخ النادي من الناحيتين الإدارية والمالية, ونتيجة لاختلاف الرأي حول اختياره ليكون مدرباً للفريق، وبالطريقة التي تمت فيها صفقة التعاقد معه, كان هناك (نخل) بالفريق بطريقة تجعل المتعمق بشؤون الأزرق يشعر بالحيرة, والبعيد عنه لا يصدق ما يجري على الساحة الهلالية.

ولذا فإن أبعاد خسارة الفريق أول من أمس أمام الاتحاد في ذهاب نصف نهائي كأس الملك، والتي يفصلها أقل من شهر عن المواجهة الآسيوية التي خسرها الفريق, بدت تعبيراً عن ذلك التجاذب الشرفي والإداري حول نقطة (التعاقد) مع كالديرون الذي يمثل جدلية خفية داخل البيت الهلالي, في وقت يجري السعي فيه إلى إتمام صفقة التعاقد مع الأيرلندي مارتن أونيل عله يخفف من صدامات نقطة تجاذب كالديرون.

كثيرون رأوا أنه يستحيل أن يتلقى الهلال صدمات كروية متوالية من فريق واحد مهما بلغ شأن ذاك الفريق, إلا إن كانت هناك أسباب داخلية بعيدة عن الجوانب الفنية والكروية, فالتاريخ الهلالي يشهد أن الفريق لم يتلق خسائر متتالية نتيجة لنقص عناصره الكروية, بل سبق له وأن كبل فرقاً كبيرة بمنجزاتها وتاريخها الكروي وبغياب 80% من عناصره الأساسية، كما فعل مع الأهلي المصري في بطولة الصداقة الدولية في أبها قبل عدة سنوات، وإذا فإن ما يحدث للهلال حالياً لا يرتبط بالجوانب الفنية أو التدريبية، ولا تشكل حالة الإرهاق الكروية نسبة كبيرة في أسباب خروجه من البطولة الآسيوية واقترابه من الخروج من بطولة دوري الأبطال الحالية, بل يتعلق الأمر بشأن هلالي داخلي, ربما تكون أحد فتائله غياب عزيز المتكرر, وعدم الرضا (الخفي) من بعض اللاعبين على كالديرون!!

حين يخسر الهلال مواجهة الإياب المقبلة أمام الاتحاد في كأس الملك، فإن الإدارة الهلالية ستكون في اختبار صعب, وستقع في محنة كروية يصعب إيجاد سبل للخروج منها، لأنها ستكرس الغضب الجماهيري المؤكد الذي ظهرت بوادره في لقاء الذهاب بالرياض، ولذا فإن المواجهة المقبلة ربما تكون أثقل مواجهات الموسم على الهلال وربما تعصف به, ما لم يحقق نتيجة إيجابية مهما كانت في لقاء جدة, وحينها سيتجنب دخول الصيف في دوامة غضب لا تندمل جروحه فيها بسهولة.