لست مع المثقفين "غير السعوديين" المطالبين بإشراكهم في عموميات الأندية الأدبية بحيث يكون لهم حق الترشح وحق الانتخاب، مثلهم مثل أبناء البلد؛ ذلك أن لكل دولة مشاريعها الثقافية والأدبية الخاصة، ولكل مثقف توجهاته وقناعاته التي تشكل البيئة التي أنتجت معظم إن لم يكن كل ملامحها.

ومن حق كل مثقف سعودي أن يبني الطريق إلى ازدهار أدبه وحضارته على النحو الذي يراه هو، ولا يزاحمه في ذلك مصري ولا سوداني ولا فلسطيني ولا سوري ولا يمني... إلخ، تماماً مثلما لا يزاحم السعودي مثقفي هذه البلاد في رسم السياسات الثقافية لبلادهم، وإلاّ صار ذلك تطفلاً وتدخلاً غير مقبول، ولا تكفي حجة أن الثقافة "لا وطن لها"!.

أقول هذا وأنا عضو بالنادي الأدبي بأبها لما يربو على عشر سنوات، حظيت فيها من هذا النادي بأمسيات شعرية، ومسامرات أدبية، وفزت في إحدى مسابقاته الشعرية، بما يعني أنني عضو فاعل فيه، وأعتقد أن مشاركات غير السعوديين في فعاليات الأندية الأدبية تفوق مشاركاتي هذه بكثير، ومنهم من تبنت الأندية الأدبية طباعة نتاجه الإبداعي، ومن ثم أستغرب مطالبات البعض من غير السعوديين بما يشبه – برأيي – (السطو) على هذه الأندية!.

وهنا يتساءل المرء: ألا يكفي ما نناله – نحن الوافدين – من رعاية ثقافية وأدبية، فنطمع بغير حق في منصب هو حق أصيل لأصحاب هذا البد؟!.

صحيح أن المثقف الوافد يشارك أيضاً في مسيرة التنمية الثقافية والأدبية والفكرية بالمملكة من خلال أطروحاته وآرائه ومحاضراته وأمسياته وكتبه، ولا أحد يمنعه من إبداء رأيه، ولكن هل يعني هذا أن يصبح هو مصدر القرار، والمخطط الإستراتيجي لمستقبل الثقافة السعودية؟!. ثم إن المثقف السعودي يشارك أيضاً في مسيرة التنمية الثقافية في البلاد الأخرى بحضوره القوي في الأمسيات والندوات ودور النشر، فهل يعني ذلك أن يرسم هو الاستراتيجية الثقافية للبلد الذي يتواجد فيه؟!.

وما سر امتعاض المثقف الوافد - الذي هو اليوم هنا وغداً في بلده أو في بلد آخر - من أن يكون عضواً شرفياً، على غرار أعضاء الشرف السعوديون في الأندية الرياضية العربية مثلاً؟!.

هل سمعنا يوماً ما بأن الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) طلب أن يكون رئيساً للأهلي المصري، وهو عضو شرف بالنادي، وما زالت صالة الألعاب الرياضية التي تحمل اسمه في هذا النادي شاهداً على دعمه اللامحدود؟، وهل سمعنا يوماً بأن منصور البلوي وهو عضو شرف بنادي الزمالك وله أيادٍ بيضاء على هذا النادي، بأنه طالب بترشحه لرئاسة النادي أو عضويته العاملة؟!.

هل نحن – إذن – إزاء ما يمكن وصفه بـ"التعالي" من قبل بعض المثقفين الوافدين على المثقفين السعوديين؟!.

بصراحة شديدة: أعتقد ذلك!.