كشف عدد كبير من ضحايا أعمال الشغب التي شهدتها المدينة المنورة مساء اليوم الوطني، عما تعرضوا له من مضايقة واعتداء من قبل مئات الشباب.

وتباينت روايات الضحايا خلال حديثهم لـ"الوطن" فيما تعرضوا له، في الوقت الذي أجمعوا فيه بالمطالبة على محاسبة المتورطين وإعادة النظر في تطبيق الخطط الأمنية في مثل هذه المناسبات والاحتفالات.

ويذكر المواطن بدر العنزي، أنه كان برفقة أطفاله عائداً إلى منزله في الساعة 11 مساء، ولحظة وصوله إلى مجمع الراشد التجاري فوجئ بأن الطريق الدائري الثاني شبه متوقف، وعند دخوله مكان تجمع الشباب شاهد الكثير منهم يرشقون السيارات المارة بالحجارة والبعض الآخر يعتدي على سيارات العائلات وسيارات المقيمين، والذي طال زجاج سيارته أيضاً.

في حين يصف تركي الأحمدي، ويوسف يعقوب آل سندي، تلك اللحظات بالصعبة، نتيجة وجود عائلتيهما برفقتهما الساعة الحادية عشرة والنصف عند عودتهما لمنزليهما، حيث وجدوا أنفسهم داخل التجمع الشبابي، وكادت العائلتان أن تتعرض للاعتداء بعد تهشيم زجاج سيارتيهما من نوع كابريس ودوج. أما علي رضا مملوك، وناصر عبيد الحربي، فوصفا الموقف بغير الحضاري، ولا يليق بمثل هذه المناسبة الغالية، أو أي مناسبة أخرى. وطبقاً لما رصدته "الوطن" منذ مساء الحادثة وحتى ظهر أمس، فقد بلغ عدد السيارات التي تضررت وتم تغيير زجاجها في بعض المحلات نحو 113 سيارة أكد معظمهم عدم تسجيله للبلاغ لدى الجهات الأمنية.

في حين كان لأحداث الشغب التي وقعت دور كبير في نشاط سوق محلات زجاج السيارات الذي تراوح سعره من 100 ريال إلى 2500 ريال، وأرجع أصحابها ذلك النشاط لأعمال الشغب وفقاً لما يذكره الضحايا لهم.

ويتفق رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة عبدالغني بن حماد الانصاري، والمستشار الاجتماعي الدكتور سعود القرني، وكل من المعلم سعود الحربي، وناصر السبيعي، خلال حديثهم لـ"الوطن" على ضرورة تهيئة وتجهيز أماكن مخصصة للشباب للتعبير عن فرحتهم، والعمل على تقديم برامج وفقرات ثقافية واجتماعية وعروض تساهم في استقطابهم بهدف امتصاص ما في نفوسهم من شحـنات زائــدة مطالبين الجهات المعنية بضرورة إعادة النظر للاحتفال بمثل هذه المناسبات وغيرها من المناسبات الأخرى، والعمل على دراسة موسعة تساهم في تقديم احتفال يعكس الوعي الثقافي والتطور الحضاري التي تشهده المملكة، قبل أن يتطور الأمر ويحدث ما لا تحمد عقباه.

من جهته أكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينة المنورة العميد محسن الردادي لـ"الوطن" استمرار التحفظ على المتورطين وتقديمهم للعدالة عند الانتهاء من التحقيق معهم. مستغرباً، من عدد سيارات الذين رفضوا تسجيل بلاغاتهم وحجم تضررهم، وقال، ما تم تسجيله بصورة رسمية من سيارات متضررة بلغ عددها 18 مركبة.

وأضاف العميد الردادي، أن من يرفض تسجيل بلاغ لدى الجهات الأمنية، دليل على عدم وعيه بالدور الذي تقوم به الجهات الأمنية، حيث إن تدوينهم لبلاغاتهم يتم من خلالها إنزال أشد العقوبات بحق المتورطين.

يذكر أن "الوطن" نشرت في عددها أمس، قيام مئات الشباب بأعمال شغب تسببت في احتجاز عوائل في مجمع تجاري وتهشيم نحو 50 سيارة وتضرر بعض المحلات.