لن تشعر بغربة وأنت تدخل إلى نادي جدة الأدبي خصوصا إذا كان برفقتك أحمد التيهاني وعلى يمين المدخل عمرو العامري ومحمود تراوري وعبدالرحمن الدرعان، ويجلس أمامك حمود أبو طالب وسيصل الوزير عبدالعزيز خوجة ووكيله ناصر الحجيلان، وتكتمل الصالة بإطلالة عبده خال.
لم تحضر رجاء عالم، وإن كان تغيبها بناء على موقف منها، فعليها أن تعتذر للحضور الذين جاؤوا من بعيد للاحتفاء بها.
بدا لي أن كلمة المحتفى بهما تم إدخال اسم رجاء عالم فيها في اللحظات الأخيرة، فيوسف المحيميد صاغ كلمة ضافية عن مسيرته هو فقط والأسماء التي رافقته من بدايته حتى اليوم.
أصر محمد عابس أن نتقدم للصفوف الأولى والتيهاني وأنا لا نحسن ذلك، جلسنا بمواجهة الدكتورة فاطمة إلياس التي كانت تتواصل بالإشارة مع الجانب النسائي الذي لا نراه، وكنا نتوقع أن يهوي بها الكرسي الذي جلست عليه، لكن الله ستر، فهو كما يبدو مكسور ومنخفض مما جعلها تبدو أقصر من الجالسين إلى جوارها. لكنها قدمت ورقة مضيئة عن المكان في أعمال رجاء عالم، ومنحت الصالة جوا من المودة بإلقائها العفوي.
إن فكرة التكريم فكرة ممتازة وحضور الوزير هو حضور للقيادة، خطوة تلامس روح المثقفين خصوصا إن كان الوزير الحاضر مثل عبدالعزيز خوجة الذي لاطف الجميع داخل الصالة وعلى العشاء، حيث مرّ على أكثر من طاولة يحادث الحضور لكنه آثر "بلدياتي" عبده خال بالحديث الأطول، وعبده يستحق، في كل مرة أراه أتذكر أصحابي صبيان القرى البسطاء الأنقياء رغم كبرياء رائعة تشع من داخله.
أراد التيهاني أن يكتب أسماء المشاغبين في "الفصل" ويقدمها "للمدير" الوزير، كما يفعل الطالب المشاغب الذكي الذي ينقلب على زملائه في لحظة نظام!
هذه الأسماء الجميلة والليلة الحميمة مدينة بالفضل لمحمد عابس ورفاقه الذين تعاهدوها بلمساتهم من قبلها وخلالها ومن بعدها في أريحية عالية وقلوب عامرة بالمحبة والبياض. شكرا لهم.