حذر وزير الإعلام السوداني كمال عبيد أمس من أن سكان جنوب السودان سيخسرون كافة الامتيازات المرتبطة بمواطنيتهم السودانية في حال قرروا استقلال إقليمهم خلال الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل. وقال عبيد القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في بيان "لن يكون الجنوبي في الشمال مواطنا في حال وقوع الانفصال". وأضاف "كذلك لن يتمتع بحق المواطنة، والوظيفة، والامتيازات، ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم ولن نعطيه (حقنة) في المستشفى". وقال الوزير إن الجنوبيين سيعدون "مواطني دولة أخرى" إذا اختار الجنوب الانفصال.
وقال نشطاء إن ثمة مخاوف متزايدة مما يعنيه الاقتراع بالانفصال لنحو 1.5 مليون جنوبي يعيشون حول الخرطوم وفي مدن شمالية أخرى بعضهم يقطن منذ فترة طويلة في مخيمات لاجئين. وقالت جماعة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن الأقليات السودانية تخشى أن تواجه الطرد والمضايقة إذا صوت الجنوبيون لصالح الاستقلال عن الشمال. ودعت جماعات حقوقية قادة الشمال والجنوب إلى التعهد بعدم طرد مواطنين من الجانب الآخر عقب الاقتراع.
إلى ذلك أعرب أنصار للاستفتاء في جنوب السودان أمس عن أملهم في مواصلة المجتمع الدولي ضغوطه لإجراء الاستحقاق في موعده المقرر، آملين في ترجمة النوايا الدولية المعلنة في هذا الاتجاه إلى أفعال. وقال لوكيلنج لولي من جمعية التربية المدنية في جنوب السودان التي تقود حملة توعية دعما لإجراء الاستفتاء "هذا النوع من التصريحات مرحب فيه، إلا أننا استمعنا إليها مرارا ونجد أنفسنا دائما في وضع إشكالي". وأضاف "ما نحتاج إليه من جانب المجتمع الدولي هو، أبعد من الخطابات، مساعدة ملموسة على أرض الواقع".
وقال الأسقف اركانجيلو واني ليمي الذي يقود مبادرة القادة الدينيين في جنوب السودان من أجل الاستفتاء "ما هو ضروري حقا، هو مواصلة الضغط لضمان إجراء التصويت في موعده". وأضاف "نأمل ألا يتراجع المجتمع الدولي عن موقفه"، داعيا على الأخص الجهات الراعية لاتفاق السلام من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج وكينيا إلى "الإيفاء بتعهداتها".
وفي حين يشير الدبلوماسيون إلى أن التحضير للاستفتاء تأخر كثيرا، يخشى عدد من الدبلوماسيين أن يعلن جنوب السودان استقلالا أحادي الجانب في حال تأخر موعد الاستفتاء، مما قد يؤدي إلى نزاع جديد. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال قمة خصصت للبحث في هذا الموضوع أول من أمس إلى إجراء الاستفتاء في أجواء هادئة وفي الموعد المقرر. وقال أوباما في خطابه في مستهل القمة حول جنوب السودان في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "حاليا، مصير ملايين الأشخاص على المحك. ما سيجري في السودان خلال الأيام المقبلة قد يقرر ما إذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا من الحروب سيتقدمون نحو السلام أو سيغرقون مجددا في حمام دم".