لو كنت مخولاً بوضع عنوان لمباراة الأهلي والشباب الأخيرة في إحدى الصحف المحلية لكتبت العنوان الرئيس التالي: تأهل "جمهور الأهلي" لنصف نهائي الأبطال.
هذا أقل ما يمكن أن يقدم لهذا الجمهور المحب والعاشق والمختلف، وقد مررت قبل مغرب تلك الليلة من فوق جسر الخير، أو ما يسمى كوبري الميناء، ورأيت مدرجات غطاها اللون الأخضر وليس بها مكان لمقعد واحد، وشاهدت سيارات المشجعين تقف في الأحياء القريبة من الإستاد الرياضي، وبالتحديد في حيي الجوهرة والوزيرية، وبعد كل هذا الدعم والمؤازرة تخرج هذه الجماهير الوفية مكسورة الخاطر، لولا أن التأهل خفف عليها شعورها بالإحباط.
** من المعروف عن أهل العقار أنهم لا يتذكرون من الأرقام والصفقات التي ينهونها، إلاّ "آخر سومة"، ولأن أهل العقار دخلوا عالم الرياضة وأصبح بعضهم من رؤساء الأندية، فنحن لا نلومهم إن نسوا وخلطوا الرياضة بالعقار، ولم يتذكروا إلاّ "آخر مباراة" على اعتبار أنها "آخر سومة".
يأخذني هذا المدخل إلى تعليق سمعته من رئيس نادي الشباب خالد البلطان على مباراة فريقه الأخيرة أمام الأهلي التي أهلت الأهلي وأقصت الشباب قاله بانفعال "كسبنا الأهلي «رايح جاي» في الدوري وكأس الملك للأبطال، والحكم قصم ظهرنا ولم يحتسب لنا 3 ضربات جزاء صريحة".
سأعود إلى السومة قبل الأخيرة لأذكر البلطان، بتصريح فضائي لقناة الجزيرة الرياضية بعد مباراة الذهاب نسيه، اتهم فيه حكم تلك المباراة فهد العريني بصيغة المدح عندما قال "الحكم أدى ما عليه"، في الوقت الذي "طنش" الحكم ضربتي جزاء للأهلي كما يؤكد خبير التحكيم محمد فودة، وأسأل البلطان: ماهو مفهومك لعبارة "الحكم أدى ما عليه"، وهل ظلم الأهلي في تلك المباراة كان مدبراً؟ هذا ما فهمته من عبارتك، وما أكثر ما تطلقه من عبارات مثيرة للجدل.
لذلك يمكن وصف البلطان بالتناقض، فهو لا يرى أن للأهلي ضربات جزاء في مباراة الذهاب، ويرى أن فريقه لم تحتسب له ثلاث ضربات جزاء صحيحة في مباراة الإياب، إضافة إلى أنه يضغط كثيراً على عبارة "كسبنا الأهلي رايح جاي في هذا الموسم"، وكنت أتمنى لو أنه لم يتحدث عن ذلك، لأن "ملفات التاريخ" لو فتحت ستحرجه كثيراً، ومنها سباعية لا تنسى.
** قبل أسبوعين تقريباً قال مقدم برنامج الجولة الزميل وليد الفراج تعليقاً على خبر أوردته وكالات الأنباء حول نية الاتحاد السعودي التعاقد مع المدرب البلجيكي ميشيل برودوم ليكون مدرباً للمنتخب الأول، حيث وصف هذا الخبر بـ "الكوارثي" إن صدقت الأخبار وتعاقد معه اتحاد الكرة، وعندما تعاقد معه نادي الشباب التزم زميلنا الصمت.... يا اااااالله ياوليد.
** ما قاله حارس الشباب وليد عبد الله ليس ثقافة مجتمع كما يقول الزميل العزيز حمد الدبيخي، ففي ذلك ظلم للمجتمع، وإنما هي ثقافة أفراد، أحدهم الحارس الأول للمنتخب الأول، الذي كرر ما قاله في الموسم الماضي "وليد يمرض ولا يموت"، ولذلك نحن بحاجة إلى تطوير العقول، ومنع كل من لا يجيد الحديث من مواجهة الجمهور عبر وسائل الإعلام المشاهدة والمسموعة، وهذه مسؤولية الأندية في المقام الأول.
** علمني والدي رحمة الله عليه، وزرعت فيَّ أمي أطال الله في عمرها، ألاّ أسوّق لنفسي، أو أطلب فزعة من أحد، أو أستجدي كائناً من كان لأحقق هدفاً وقتياً أو مالاً أو شهرة، أو ظهوراً عبر برنامج، وأقسمت ألا أفعل ذلك، لأنني أثق في نفسي، وأملك قلماً ورأياً حراً، وأؤمن بأن ما كان لي لن يذهب لغيري، فهل وصلت الرسالة؟.