أكد المشرف العام على برنامج الرعاية الصحية المنزلية الدكتور ناصر الحزيم لـ"الوطن" أمس أن المنطقة الوسطى تصدرت عدد الحالات المصابة بالأمراض المزمنة الموزعة في مناطق المملكة والمسجلة ببرنامج الرعاية المنزلية الأولية بـ21% من إجمالي الحالات، تليها منطقة المدينة المنورة بنسبة 15% ثم القصيم بنسبة 12% فالطائف بنسبة 10% والعاصمة المقدسة بنسبة 8%.




أكد المشرف العام على برنامج الرعاية الصحية المنزلية الدكتور ناصر الحزيم إلى "الوطن" أمس أن المنطقة الوسطى تصدرت عدد الحالات المصابة بالأمراض المزمنة الموزعة في مناطق المملكة والمسجلة ببرنامج الرعاية المنزلية الأولية بـ21% من إجمالي الحالات. تليها منطقة المدينة المنورة بنسبة 15% ثم القصيم بنسبة 12% فالطائف بنسبة 10% والعاصمة المقدسة بنسبة 8%، فيما جاءت بقية المناطق بنسب متفاوتة.

ويقسم الخبراء والمختصون في الحقل الطبي الأمراض المزمنة إلى فئات مختلفة، من أبرزها: السكري، أمراض ضغط الدم، أمراض القلب اللاسكيمي ومضاعفاتها، أمراض روماتيزم القلب، تليها مجموعة إصابات الجهاز العصبي والجلطات الدماغية، الأمراض النفسية والعصبية، بالإضافة إلى الأورام والأمراض السرطانية.

وأوضح الحزيم خلال افتتاحه الدورة التدريبية لمديري برامج المناطق والعاملين فيها صباح أمس نيابة عن وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور ناصر الحواسي أن عدد المستفيدين من برنامج الرعاية المنزلية بلغ منذ تأسيسه وحتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي "3822" مريضاً. مؤكداً أن ربع عدد الحالات تمثل مجموعة الأمراض المزمنة (السكري والضغط والقلب ومضاعفاتها)، تليها مجموعة إصابات الجهاز العصبي والجلطات الدماغية بنسبة 23%، ثم مجموعة الأمراض النفسية والعصبية بنسبة 18%، وتأتي مجموعة الأمراض السرطانية في آخر القائمة بنسبة 2%.

وأشار الحزيم أن هذه الدورة التي تم التحضير والإعداد لها في وقت مبكر بهدف الاستفادة منها على الوجه المطلوب روعي فيها تنوع المواضيع المطروحة في هذا اللقاء لتغطية كافة جوانب الأنشطة الفنية والإدارية المنفذة في البرنامج.

وبين أنه منذ استحداث برنامج إدارة الرعاية المنزلية بقرار من وزير الصحة في شهر ربيع الأول من العام الماضي 1430هـ وإدارة البرنامج تواصل أعمالها في وضع مراجعة وتحديث نظام ومهام وآليات عمل البرنامج بالتواصل والتنسيق مع المسؤولين في المناطق والمحافظات والمختصين في الأجهزة ذات العلاقة داخل وخارج الوزارة.

وأكد الحزيم أن عدد الزيارات المنزلية المنفذة خلال الفترة الربع سنوية الثانية من العام الحالي بلغت 14384 زيارة، نفذ خلالها ما يقرب من 9000 إجراء طبي، لافتاً إلى ان الإدارة تمكنت من تسجيل ما يقرب من 4000 حالة في البرنامج خلال 14 شهرا تقريباً، وهذا يعد إنجازا جيدا قياسا بالمدة الزمنية التي مرت منذ إنشاء البرنامج وما صاحبها من إجراءات تتعلق بإعداد البنية الأساسية من هيكلة للبرنامج وتحديد مهام العمل وآلياته واختيار المنسقين والفرق الطبية وهي إجراءات ما زالت مستمرة وكثير منها مازال تحت الإجراء أو في دور التطوير.

وفي سياق متصل، قال استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء الدكتور أشرف شعبان لـ"الوطن" إن أحدث التقارير الإحصائية تكشف أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص بعد سن الأربعين في السعودية مصاب بداء السكر، ما يعني أن أكثر من 25% من سكان المملكة بعد سن الأربعين مصابون بالمرض.

وأعلن شعبان أن معظم الحالات المشخصة حديثاً تشخص بالصدفة أو متأخرة عن الميعاد الفعلي لحدوث المرض لفترة تمتد إلى سنوات، إذ إن التشخيص المبدئي لبعض المصابين بالمرض يكشف عن إصابتهم بمضاعفات المرض، كأمراض القلب، والتهاب الأعصاب، وتأثر العين، وهي مضاعفات لا تحدث غالباً إلا بعد مرور سنوات على الإصابة بداء السكري.

وأوضح شعبان أن السمنة تعتبر السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري وببقية الأمراض المزمنة الأخرى، حيث من بين كل أربعة أشخاص مصابين بالداء السكرى ثلاثة منهم مصابون بالسمنة، وأن الإصابة بهذا الداء تأتي نتيجة تآلف عنصرين مع بعضهما، هما العوامل الوراثية التي تهيئ لتعرض المريض للإصابة بالسكري، وتتضافر مع العوامل البيئة، مثل: السمنة، ومحدودية الحركة، وقلة النشاط الجسماني، وطبيعة الأطعمة المتناولة، والإسراف في تناول السكريات، وهي جميعها تجعل الإنسان ذي الاستعداد الوراثي أكثر عرضة للإصابة بداء السكري أو بقية الأمراض المزمنة الأخرى من غيره.

ونبه استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء إلى أن داء السكري ليس مرضاً واحداً، وإنما مجموعة أمراض تطال جميع أجهزة الجسم الحيوية، مثل العين، والقلب، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، والضعف الجنسي، وهشاشة العظام، والتهاب الأعصاب، وضعف المناعة، والإصابة بالسرطان، حيث توجد دراسة علمية تشير إلى وجود علاقة بين الإصابة بداء السكري والاستعداد للإصابة بمرض السرطان.

من جهة أخرى كشف المدير التنفيذي لمجلس وزارة الصحة العرب الدكتور توفيق خوجة لـ"الوطن" إلى أن داء السكري يؤثر حاليا على 246 مليون شخص في العالم ويتوقع أن يؤثر على 380 مليونا بحلول عام 2025، وأشار إلى أن السكري هو رابع سبب للوفاة في العالم وأن 50% على الأقل من جميع الناس المصابة بمرض السكري غير مدركين لحالتهم، وأن ما يصل إلى 80% من داء السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه عن طريق اعتماد واتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني.

وأشار خوجة إلى أن الدراسات الوبائية أثبتت أن المملكة العربية السعودية قد ارتفعت فيها نسبة الإصابة من 2.2% في منتصف السبعينات إلى 4.9% بعد عشر سنوات ثم لتصل إلى 12.3% في منتصف التسعينات، كما وصلت إلى 24% في عام 2004، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة 19.6% وفي مملكة البحرين 30% ممن هم فوق سن الأربعين وفي دولة الكويت 22.4% وفي سلطنة عُمان 12%. وأضاف أن الأمر يزيد تأكيداًً مع إحصائية الاتحاد الدولي للسكري التي وضعت خمسا من دول مجلس التعاون وهي: (دولة الإمارات العربية المتحدة - المملكة العربية السعودية- مملكة البحرين - دولة الكويت - سلطنة عُمان) في مقدمة أعلى عشر دول انتشاراً للمرض عام 2007، وقدرت ارتفاع معدلات الإصابة بها واستمرار وجودها ضمن هذه الإحصائية المحايدة حتى عام 2025. وقال خوجة إن دراسة حديثة أجريت بمدينة الرياض اتضح أن 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة.

ورأى خوجة أن من العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات انتشار داء السكري والأمراض المزمنة الأخرى: النمو السكاني، تشيخ السكان، زيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بالمرض.

من جهة أخرى، كشف تقرير وزارة الصحة الأخير الصادر في عام 2009، عن إدارة الإحصاء أن عدد زيارات المراجعين لعيادة السكري كانت نسبة الإناث قد بلغت 55.7% من مجمل الزيارات، بينما بلغت نسبة زيارات الذكور 44.3%، ويرجع جزء من زيادة نسبة مراجعات الإناث لعيادات السكري إلى حالات السكري المصاحبة للحمل. فيما تتفاوت نسبة ارتفاع زيارات الإناث بالنسبة لإجمالي عدد الزيارات بين المناطق الصحية حيث بلغت بمنطقة حفر الباطن 76.1% ثم الحدود الشمالية 63.2% والأحساء 63.1% ثم حائل بنسبة 63%. وشكلت نسبة زيارات السعوديين 95.1% من مجموعة الزيارات بينما انخفضت هذه النسبة لمحافظة جدة حيث بلغت 86.2%.