أنشأ الشاب المعاق عليان منصور وعدد من أصدقائه مجموعة تطوعية تعنى بالجانب المعنوي للمعاقين أسموها "تفاؤل". ومنذ تأسيسها وجد عليان سببا يبعث في نفسه التفاؤل. و"عليان" شاب في عقده الثاني تعرض لحادث مروري أليم خرج منه بإعاقة جسدية، إلا أنه عاش سبع سنوات حبيسا للعمليات الجراحية والعلاج الدائم، وظل في بيته لا يخرج إلا للمستشفى. ويتحدث عليان عن المجموعة بسعادة كبيرة، وكيف أسسها مع أصدقائه قبل سنة وبابتسامة تسبق كلماته يقول: "ساعدتني المجموعة على الخروج من سجن المرض والإعاقة التي عانيت منها طيلة السنوات الماضية، وأصبحت أحب الحياة، وأعتمد على نفسي كثيرا، إلى جانب مساعدة إخوتي". وأضاف: "أسعى حاليا للبحث عن وظيفة، والتسجيل في جامعة الملك سعود في قسم اللغات والترجمة، وآمل في الحصول على منصب في المجموعة بجانب عملي الإشرافي بها، وأعيش حياتي بشكل أفضل بكثير، فقبل ذلك كان خروجي من المنزل للضرورة، وغالبا ما كان للمستشفى".

وأشار عليان إلى أنه بعد تأسيس مجموعة "تفاؤل" دأب على حضور اللقاء الشهري للمجموعة، والمناسبات التي تشارك بها، وبالرغم من العقبات العديدة التي يواجهها ـ خاصة المواصلات بحكم أنه مقعد ولا يملك سيارة ـ إلا أن حبه وإخلاصه للمجموعة يساعده على تجاوز هذه العقبة وغيرها.

وأكد عليان أن "تفاؤل" تعوض الجانب العاطفي الذي يفتقده المعاق بعيدا عن المصالح الشخصية، مضيفا: "أن المجموعة تحيط أعضاءها بالألفة والمحبة والاحترام والثقة، ويتم خلال اللقاء تبادل الخبرات والتجارب المختلفة لأعضائها، ومنذ أن تم الاتفاق على إطلاقها بعد المؤتمر العالمي الثالث للإعاقة الذي أقيم بالرياض قبل عام، والمجموعة تكبر ويزداد أعضاؤها سواء من المعاقين أو الأشخاص العاديين، إضافة إلى المشاركات الاجتماعية".

وتشارك "تفاؤل" في المناسبات الاجتماعية مثل اليوم العالمي للمعاق والمهرجانات، وزيارة المرضى في المستشفيات، ومساعدة المعاق على إكمال حياته، كما ساهم أعضاء المجموعة في التقائهم بالمرضى وحديثي الإعاقة بتدريبهم على كيفية التعامل مع الإعاقة والتعامل مع حديثي الإعاقة، ويتطلع الأعضاء إلى أن تمنح المجموعة صلاحية في التأهيل النفسي للمعاقين والمرضى مثل مرضى السرطان لدعمهم ورفع روحهم المعنوية.

من جهته، أكد صاحب فكرة تأسيس مجموعة "تفاؤل" التطوعية ورئيسها الدكتور عبدالله العويرضي أن المجموعة تأسست بهدف تبادل الخبرات والمعلومات والاستفادة من تجارب أعضائها الذين بلغ عددهم 45 فتاة وشابا من أشخاص معاقين وغيرهم. مبينا أنه لمس الحاجة لـ"تفاؤل" بعد المؤتمر الثالث للإعاقة الذي أقيم في الرياض قبل أكثر من سنة، ووجد أن أغلب المعاقين يحتاجون إلى التواصل مع بعضهم، وتبادل الخبرات التي تخصهم في تعاملاتهم، ودعم بعضهم معنويا ونفسيا للتواصل مع المجتمع.

وعن كونه صاحب فكرة تأسيس المجموعة ورئيسها وهو ليس من المعاقين، قال: "أحب العمل التطوعي منذ طفولتي، وكنت أحد أعضاء فريق الكشافة طوال فترة المدرسة، كما أجد نفسي دائما قريبا من المعاقين".

وأضاف: "المجموعة تلتقي مرة أو مرتين في الشهر في أحد المراكز التجارية، كما أنها تشارك في المناسبات والمهرجانات العامة، وشاركت أخيرا في بعض المستشفيات، ومنها مدينة الملك فهد الطبية لمشاركة بعض الحالات حديثي الإعاقة والمرضى المصابين بالأمراض التي تتطلب البقاء في المستشفى لوقت أطول".