قبل 7 سنوات أو أكثر، كتبت هنا في "الوطن" وفي هذا المكان، مقالاً عن قناة المستقلة، وقلت إنها غرفة ألمونيوم على سطح منزل وليست قناة.

اليوم، وبعد سنوات طوال، أعود لنفس المكان، وأكتب عن نفس القناة، فلا أجد القناة إلا نفس القناة، والغرفة نفس الغرفة، والسطح نفس السطح، و7 سنوات لم يتغير في القناة شيء، حتى الكراسي التي يجلس عليها ضيوف محمد الهاشمي.

نقطة مهمة، محمد الهاشمي والله أعلم، أحسبه والله حسيبه محبا للوطن العربي، وأغلب ما يُطرح في قناته المستقلة، هو فعلا يمس المواطن العربي، وبالذات في الشأن السياسي والمعرفي، وهو للأمانة قارىء ومثقف، لكن قناته بلا هوية ولا (لستة) برامجية معروفة، ولا شكل معيّن ولا مضمون ثابت، ولا استراتيجية وخط معروف تمشي عليه القناة إن كان لها رجلان تمشيان، أو رؤية مهنية إن كان لها عيون ترى ما نراه فيها ولا نراه في غيرها، فحتى قنوات موريتانيا وإريتريا، مفهومتا التوجه وواضحتا الخطة البرامجية، وإن كنا لا نرى في الشاشتين، إلا جمالا وماعزا وسيارة جيب مكتوب عليها اليونيسيف طوال الـ 24 ساعة ، لكن كلاً من القناتين على الأقل، ثابتة على نهجها المهني، وواثقة الخطوة تمشي غنما.

إلا المستقلة، لا توجه فكريا فيها، لا مهنية، لا تكنولوجيا، لا فريق عمل، لا فريق كرة قدم، لا فريق أول.

بعد 7 سنوات، أكتب هنا، عن نفس القناة، بنفس قلمي الألمونيوم، على أمل أن يتغيّر حالها بعد سبع سنوات مقبلة.