يقول الزميل وليد الفراج في برنامجه الجماهيري "الجولة" إن أكثر من نصف السعوديين الذين ينوون السفر خلال إجازة الصيف لهذا العام لم يقوموا بحجز مقاعدهم على أي خطوط..

وللزميل العزيز أضيف أنه حتى الذين حجزوا، هم حجزوا فقط خط الذهاب.. أما خط العودة فقد تركوه: "حسب الجو" و "يمكن يعجبنا الوضع ونمدد"!

ولذلك يتقاطر السعوديون على مدى أسابيع طويلة، وفي آخر أسبوع من الإجازة يقررون العودة فجأة.. وتبدأ الأسطوانة في الدوران: "تكفى ما تعرف أحد في الخطوط"؟!

المشكلة الأصعب ليست هنا فقط من وجهة نظري.. المشكلة أو الحلقة الأصعب هي "السكن".. تلك التي يجعلها السعوديون آخر اهتماماتهم..

كل السياح في العالم يضعون موضوع السكن على رأس اهتماماتهم.. فالسكن وهو أحد مكونات السياحة مهيأ أمامها بالشروط التي تريد.

الأسرة السعودية تؤمّن كل شيء.. حتى أكياس الأرز البيشاور والبسمتي والعنبر.. والقهوة والبهارات والمكسرات والبخور.. وعشرات الحقائب.. وتترك السكن ضمن الموضوعات الهامشية.. لماذا نذهب بعيدا.. اليوم آلاف الأسر التي تذهب نحو أبها أو الرياض أو جدة أو الشرقية.. لا يؤمنون بشيء اسمه حجوزات السكن.. هم يتذكرون مكانا ألفوا السكن فيه ويقررون ـ من تلقاء أنفسهم ـ أنهم سيضمنون وجود السكن الملائم لهم بالسعر الذي يريدون.. وحينما يصلون يجدون لافتة معلقة على الباب: "لا يوجد سكن".. فتبدأ المعاناة الحقيقية.. وهي الدوران في جميع شوارع المدينة بحثا عن سكن!

تطورت مفاهيم السياحة لدى الأسر الخليجية بشكل عام فأصبحت تدرك قيمة وأهمية الحجوزات المبكرة لكل شيء، والاستفادة من العروض السياحية التي تمتلئ بها الصحف ومواقع الحجوزات الشهيرة في الإنترنت.. تطور الجميع باستثناء الأسرة السعودية التي ما تزال تتعامل مع السياحة وكأنها "طلعة بر"!