تصاحب الطلاب المستجدين، مع بداية اليوم الدراسي الأول لهم، عدة ظواهر منها البكاء والخجل والتمرد، ويختلف ذلك من طفل لآخر.. تصاحبها أساليب الترغيب والترهيب، التي يلجأ إليها الأب والأم لإجبار أطفالهم على الذهاب إلى المدرسة.
وتؤكد اختصاصية الإرشاد النفسي مريم محمد أن "الشعور بالقلق والخوف الذي يترجم من قبل الطفل إلى البكاء شعور طبيعي ينم عن العلاقة القوية التي توثق بين الطفل وأسرته".
وتضيف "منع الطفل من البكاء في هذه المرحلة يولد لديه مشاعر خوف مكبوتة تتراكم إلى أن تصل إلى حد الإضرار بصحته النفسية، فتؤثر سلبا على شخصية الطفل على المدى البعيد، فالبكاء ظاهرة صحية، والطفل الذي يبكي حين الالتحاق بالمدرسة يشعر بجو لم يألفه من قبل، وهذا مؤشر على ذكائه وفطنته". وترى اختصاصية علم الاجتماع عنود السالمي أنه على الأسرة التكيف والصبر على عناد الطفل عند الالتحاق بالمدرسة، وتقديم صورة جميلة عن المدرسة والتمهيد لذلك قبل دخول المدرسة بشهر على الأقل". وأشارت إلى أن "الطفل في مرحلة قبل المدرسة يكون أشد ارتباطا بمجتمعه الصغير "الأسرة" خاصة الأم، ومن هنا يأتي دور الأم في محاولة التمهيد للطفل المستجد، فترسم في مخيلته العالم المثالي للمدرسة بما فيها من الأصدقاء واللعب والمرح"، مشيرة إلى دور الأسبوع التمهيدي للطلاب المبتدئين والتفاعل معهم بجدية من قبل كادر المدرسة والأسرة. أما المرشدة الطلابية هاجر الفياض فتقول "في مطلع كل عام دراسي جديد نواجه الكثير من المواقف والمشاهد في باحات المدارس للطالبات المستجدات، منها المضحكة ومنها المحزنة في ذات الوقت، مما يتوجب علينا معالجة تلك المواقف بأساليب تربوية حديثة".
وتشاطرها الحديث جملا الشراري (مديرة مدرسة) حيث تقول "هذه المرحلة العمرية للطلبة المستجدين مرحلة تشكيل لشخصياتهم، فبالتشجيع المستمر واحتوائهم، والاستماع إليهم وتجنب إحراجهم، وبالدفء والحنان من قبل معلم أو معلمة الصف، والمعاملة الطيبة تزال المعوقات ويبنى جسر المودة والتواصل بين الطالب والمدرسة". تقول أم سارة "عانيت كثيرا عند التحاق ابنتي سارة بالمدرسة، واستنفدت كل منا عندي من عبارات التشجيع والثناء والترغيب والفخر بها، كل ذلك يتخلله جلب الهدايا المستمرة لها، ولكن دون جدوى، إلى أن لجأت إلى أسلوب العقاب والقوة في إجبارها للذهاب إلى المدرسة، مما أسفر عن إصابة ابنتي بتبول لا إرادي".