يستمر الترقب لنتائج الانهيار الذي شهدته نوكيا عملاقة صناعة الهاتف الجوال على مستوى هرم القيادة ونتائجه على عمليات الشركة وتطويرها لمنتجاتها، في وقت تشهد فيه منافسة حادة من الهواتف الجوالة الذكية التي سيطرت على السوق من خلال آيفون من أبل وإندرويد من غوغل.

وشهدت الشركة الفنلندية إقالة مجلس الإدارة لرئيس الشركة وعضو مجلس الإدارة أولي بيكا كالاسنو ومن ثم استقالة نائبه لقطاع الهواتف الذكية أنسي فانيوكي وعدة استقالات في مختلف القطاعات وجد فيها البعض تهديدا لتربع نوكيا على عرش الهواتف الجوالة العادية لسنوات التي كان من ضمن عيوبها عدم قدرتها على التحول الى ما يمكن اعتباره كمبيوتر متنقل صغير يستطيع التعامل مع منتجات أبل ومايكروسوفت كبرنامج الأوفيس.

لكن هناك من كان لهم رأي مغاير حول هذا التغيير ومنهم نائب رئيس شركة نوكيا لقطاع الصناعة مارك تشيلبي الذي أكد لـ" الوطن" أن قدوم ستيفن إيلوب كرئيس للشركة الفنلندية العملاقة في صناعة الهاتف الجوال بديلا عن أولي بيكا كالاسنو الرئيس السابق له ايجابيات كبيرة لان اتجاه الشركة الآن للهواتف الذكية سيستفيد من خبرة الرئيس الجديد القادم من شركة مايكروسوفت وستكون مهمتنا معه أسهل.

وأوضح أن نوكيا لا تلتزم بجنسية معينة في قيادتها لكن المهم بالنسبة لها هو الحفاظ على حصتها في السوق والتي تجاوزت حاجز الأربعين في المئة من السوق العالمي.

وحول استقالة نائب رئيس شركة نوكيا أنسي فانيوكي المسؤول عن الهواتف الذكية في الشركة ومدى تاثير ذلك على عملياتها بعد خروجه منها خلال ستة أشهر وهي الفترة المحددة لإبلاغ الإدارة، قال تشيلبي إن القيادات في الشركات الكبرى عندما تخرج تستمر علاقتها في ذات القطاع موجودة أو إنهم يعودون إلى التعاقد مع هذه الشركات من خلال مكاتب استشارية أو من خلال تحولهم إلى موردين.

وأشار إلى أن بيان فانيوكي نائب رئيس نوكيا المستقيل تم من خلاله إيضاح حقيقة أنه خرج للبحث عن فرص جديدة في حياته، وأنه سيبقى ملتزما بعمل كل ما بوسعه حتى اليوم الأخير من عمله في نوكيا.

وقال تشيلبي :"نوكيا واجهت صعوبات في مواكبة التكنولوجيات الجديدة المستخدمة في الهواتف الذكية منذ إطلاق آيفون من أبل وإندرويد من غوغل وهي الآن عادت لتدخل إلى هذا القطاع بقوة من خلال الأجيال المتتابعة التي أنتجتها لتواكب الهواتف الذكية والتي كان آخرها "إن 7" والذي سيدخل السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة والذي نحاول من خلاله إيجاد منافس للهواتف الذكية.

وقد جاء قرار مجلس الإدارة لتغيير أولي بيكا كالاسنو الفنلندي والذي عمل في الشركة منذ نحو ثلاثة عقود بالرئيس الجديد إيلوب الكندي القادم من قسم الأعمال في مايكروسوفت عملاق صناعة الكمبيوتر كما أنه سبق أن عمل في شركات جونيبر نيووركس وأدوب سيستمز ومايكرو ميديا. فيما اعتبر هنري تيري رئيس نوكيا للأبحاث أن هذا التغيير جاء في وقت مناسب لإعطاء دفعة مختلفة لعمليات نوكيا في العالم والتي تواجه منافسة قوية وتحديات كبيرة تحاول أن تعالجها بشكل مختلف لكن أمام شركات قوية أيضا، وقال :"هناك عملية تجديد شاملة ستكون مناسبة لتسريعها التغييرات على مستوى القيادات والاستعانة بقيادات تنفيذية جديدة تتمتع بمهارات جديدة تضيف لنا خبرة في مجالات جديدة أو تقدم لنا حلولا جديدة مما يساهم في وصولنا للنجاح ومواجهة التحديات".