وقعت أعمال عنف وشغب في محافظة لحج جنوب اليمن، بعد مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن التي سعت لمنع إقامة تظاهرة دعت إليها قوى الحراك الجنوبي تزامناً مع انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك اليوم. وسيبحث الاجتماع وسائل تقديم الدعم للحكومة وتشجيعها لاتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد لضمان مشاركة الجميع في الانتخابات التشريعية المقررة في أبريل المقبل.

وجاب الآلاف شوارع مدينة الحبيلين بالمحافظة، والذين كانوا يرفعون الرايات الخضراء وأعلام دولة الجنوب السابقة ومرددين شعارات تطالب بالانفصال وفك الارتباط عن دولة الوحدة. وعقد مهرجان ألقي فيه عدد من الكلمات من جانب قيادات في الحراك الجنوبي طالبت بإطلاق المعتقلين.

وقال رئيس مجلس الحراك السلمي في محافظة لحج ناصر الخبجي إن"القضية الجنوبية تمثل أحد المحاور الأساسية في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي يعقد اليوم في الولايات المتحدة". وطالب الخبجي بالوقوف أمام التحديات الكبيرة التي يواجهها الحراك الجنوبي وأهمها الحفاظ على النهج السلمي للحراك وعدم الانجرار إلى العنف وأن تظل الأمور تحت السيطرة. كما دعا إلى وقف كل أنواع التدمير المتعمدة للبنية التحتية مثل خدمات الكهرباء والصحة والاتصالات، كذلك دعا الخبجي إلى تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، مشددا على عدم السماح لأي كان باستخدام الحراك الجنوبي السلمي لممارسة أي سلوك سلبي يخالف قيم ومبادئ الحراك. وطالب بيان صادر عن المسيرة بـ"رفض إجراء أي انتخابات برلمانيه في الجنوب مهما كانت الظروف".

وفي محافظة الضالع خرج الآلاف من أنصار الحراك للغرض نفسه، حيث جاب المتظاهرون الشارع العام للمدينة من دون وقوع مواجهات مع قوات الأمن التي تجنبت الصدام معهم. وطالب المتظاهرون أصدقاء اليمن بتشكيل "تجمع أصدقاء الجنوب" على غرار تجمع أصدقاء اليمن. وفي محافظة أبين، تظاهر المئات من أنصار الحراك في مدينتي جعار ولودر، حيث طالب البيان الصادر عن المهرجان بالوقوف إلى جانب الجنوبيين.

على صعيد المواجهات المسلحة مع تنظيم القاعدة في شبوة قالت مصادر رسمية إن قوات الجيش اقتحمت بعض المواقع التي يتحصن بداخلها عدد من عناصر التنظيم. ووصفت العملية بأنها كانت ناجحة" وأنها لم تسفر عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش. كما أكدت أنها ستستمر في عملية تنظيف المنطقة من أي تواجد "للعناصر الإرهابية". وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى تزايد النازحين من مناطق المواجهات، مؤكدة نزوح ما يقرب من 18 ألف شخص منذ بدء المواجهات بين الجيش وقوات الأمن قبل خمسة أيام، حيث وجهت للمسلحين تهمة اتخاذ المواطنين دروعاً بشرية.

وأبدت منظمة العفو الدولية قلقها بشأن تهجير"عدد مذهل من الناس" في جنوب اليمن وحذرت من أي هجوم غير متناسب في القوة ضد من يشتبه بأنهم من مقاتلي تنظيم القاعدة. وقال نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيليب لوثر في بيان "أيا كانت طبيعة العمليات الدائرة يتعين على الحكومة اليمنية أن تضمن بشكل عاجل حماية المهجرين الذين بلغوا أعدادا مذهلة خلال بضعة أيام". وقالت المنظمة إن بعض سكان الحوطة أبلغوها أن من يشتبه في أنهم من مقاتلي القاعدة هم في واقع الأمر رجال قبائل مسلحون لديهم مظالم ضد الحكومة.