تنصل كل من فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة، وإدارة الشؤون الصحية بالمنطقة، من تحمل مسؤولية مبنى مستشفى النساء والولادة القديم الذي بات يشكل ملاذاً آمناً للجريمة، لكونه مهجوراً وأبوابه مشرعة للجميع دون رقابة أوحراسة أمنية منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، حيث شهد خلال مدة تقل عن 35 يوماً حريقين سجلا كشبهة جنائية، إضافة الى العثورعلى جثة متفحمة بداخله بعد انبعاث رائحتها.
وألقت كل جهة المسؤولية على الجهة الأخرى، حيث قالت صحة المنطقة "إنها سلمت المبنى للشؤون الإسلامية كونه عائداً للأوقاف"، فيما نفت الشؤون الإسلامية تسلمها للمبنى من الصحة.
وكانت فرق الدفاع المدني تلقت بلاغاً في الخامس من رمضان المنصرم، عن حريق نفايات داخل البدروم، حيث أخمدته وفي الـ19 من الشهر نفسه تبلغت الجهات الأمنية عن وجود رائحة تنبعث من البدروم، وعند مباشرة الموقع عثر على جثة شاب متفحمة، ولاتزال التحقيقات منذ ذلك الوقت جارية، لمعرفة ملابسات القضية، فيما شهد البدروم قبل 6 أيام حريق نفايات آخر، وتم إخماده من قبل فرق الدفاع المدني. وتجولت "الوطن" داخل مبنى مستشفى الولادة القديم، حيث لاحظت خلو المبنى تماما، والظلام الدامس بالبدروم، إضافة إلى الأبواب المشرعة في ظل تلك الأوضاع، حيث تنتشر القطط بداخله، والنفايات، ومستلزمات طبية من بقايا المستشفى القديم، كما أن روائح الحرائق السابقة لا تزال تعم أرجاء البدروم ، إضافة إلى وجود "سجادة" وكرسي يظهر أن هناك من وضعها للجلوس عليها، إلى جانب وجود بعض الأثاث القديم للمستشفى، كما لاحظت وجود بعض اللوحات التابعة للشؤون الصحية لاتزال معلقة على أبواب المكاتب. وقال الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة الرائد خالد مبارك الجهني "إن الدفاع المدني أخمد حريقين داخل البدروم رغم أن المبنى مهجور، والكهرباء مقطوعة عنه، مما يرجح أن تكون تلك الحرائق شبهة جنائية" ، مشيراً إلى أنه ينبغي على الجهة المسؤولة عنه توفير حراسات أمنية تمنع الدخول إليه للحد من خطر ذلك.
ومن جانبه، أوضح نائب مدير فرع الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة حسين غالب، أن المبنى ما زال تحت مسؤولية صحة المدينة وأن الأوقاف لم تتسلمه منها حتى الآن، فيما نفى المتحدث الرسمي لصحة المدينة عبدالرزاق حافظ تحملهم مسؤولية ما يحدث داخل مبنى مستشفى النساء والولادة القديم، وعدم توفير حراسات أمنية عليه، موضحا أن الأوقاف تسلمت المبنى منهم.