هنا مقترحات جاءت نتاج خبرة أراد الله لها أن تطول في طبيعة الأراضي المجاورة للحرمين الشريفين، ينادي بعضها بتفعيل إنشاء أوقاف الحرمين الشريفين، وإنشاء (شركة بلد المصطفى) في المدينة المنورة، وأن تكون للحرمين إدارة خاصة لمتابعة وتسيير الحركة في مناطق الاختناق حول الحرمين بلغات تخاطب كافة المسلمين من حجاج ومعتمرين وزوار.
أضع هذه المقترحات راجيا أن تفتح بابا للنقاش المبارك البناء، كما أضعها لصاحب القرار عسى أن يكتب الله لنا جميعا أجر خدمة هاتين البقعتين المقدستين.
المقترح الأول:
تفعيل إنشاء أوقاف الحرمين الشريفين، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتسمى هذه الأوقاف أوقاف المؤسس الملك عبدالعزيز على أن تكون هذه الأوقاف بمجلس نظارة يتكون من الناظر خادم الحرمين الشريفين ونوابه كل من أمير منطقة مكة المكرمة أولا وأمير المدينة المنورة ثانيا و15 عضوا، 5 منهم بمرتبة دكتور ومهندس استشاري تخطيط وإعمار. ويفضل من شاركوا بتصميم توسعة الملك عبدالله المباركة في منطقة شمال الحرم، و5 آخرين ممن لهم خبرة في الاقتصاد والتطوير العقاري والاستثمار، و5 استشاريين في الفقه والعلم الشرعي لصياغة استثمارات الوقف وإجازتها من الناحية الشرعية، ويكون الإشراف المباشر تحت مظلة كل من رئيس شؤون الحرمين الشريفين ومؤسسة الملك عبدالله الخيرية. وهذا المقترح هو تفعيل للأمر السامي الكريم المؤرخ في 1 /9 /1428 الذي نص على أن جميع الأراضي داخل حدود الحرمين في مكة والمدينة هي أوقاف للحرمين الشريفين.
حيث ستكون رافدا استثماريا وذراعا لتطوير الحرمين الشريفين في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبهذا ستكون جميع الأراضي داخل الحرمين في مكة والمدينة بحاجة إلى شركات كبرى لتطويرها لأن الأمر السامي الكريم أوقف وأنجز هذه الملكية إلى أوقاف الحرمين الشريفين، حيث تأسست شركة البلد الأمين ـ بحمد الله وشكره ـ على يد الأمير خالد الفيصل والتي ستقود هذا التطوير في أراضي أوقاف الحرمين.
وأقترح إنشاء شركة تسمى (شركة بلد المصطفى) تكون في المدينة المنورة وسيكون الدخل ـ بإذن الله ـ لهذه الأوقاف لا يقل عن 10 مليارات ريال. ومن الممكن أن يصل إلى 30 مليار ريال؛ وسيكون المنتج لدينا في المملكة عامة جامعات باسم جامعة الحرمين الشريفين؛ وكذلك كليه الحرمين الشريفين ومستشفيات ومستوصفات تحيط بالحرمين الشريفين وأندية شباب ومجالس ثقافية وحوارية باسم أبناء الحرمين ومشاريع إسكانية باسم إسكان الحرمين.
وسيكون لدى الوقف العملاق مبالغ طائلة؛ وبالتالي سيوظف من الشباب السعودي أصحاب الخبرة للمشاريع بمراتب عالية، فمثلا سيكون لدينا المرتبة السابعة بمرتب لا يقل عن 6 آلاف ريال شامل للموظف من الشباب السعودي عند تعيينه للعمل في خدمة الحرمين في جميع وظائفه ومراتب عليا لجميع الجهات الوظيفية، ومن جميع الاحتياجات وسيكون هناك مسابقة على الوظائف، وسيكون لدينا موظفون خاصون لصحن الطواف، ملمين باللغات التي يحتاجها الحاج والمعتمر، وأيضا تكون لدينا إدارة هندسية بمرتبة دكتور ومهندس استشاري.
المقترح الثاني:
وأقترح أيضا أن تكون للحرمين إدارة خاصة اسمها إدارة الحشود أو إدارة باسم مرور مشاة الحرمين حتى تكون لدينا تقاطعات داخل الحرمين للمشاة وبإشارات ضوئية وأسهم موضحة في الأرض ومعلقة على الأعمدة بجميع اللغات.
المقترح الثالث:
وبخصوص إيجاد حل يمنع حرارة الشمس عن المصلين في سطح الحرم وفي ساحاته الداخلية والخارجية وذلك في أيام الصيف وكما تعلم أن رمضان المبارك في وقت الصيف في هذه السنين ولمدة قد تبلغ 8 سنوات قادمة أقترح ربط كابلات كهربائية وبها مظلات بتقنية عالية الجودة تربط بين منارات الحرم التسع. وستكون بارتفاع لا يقل عن 100 متر ستضلل الحرم وساحاته بدون أخذ أي جزء من ساحات الحرم من الأرض، ويمكن جعل هذه المظلات أيضا بها خطوط مياه رذاذ تبخ من أعلى، وبالتالي نحصل على تلطيف الجو وممكن أن يكون حلا سريعا يمنع حرارة الشمس.
المقترح الرابع:
فاجأني عندما سعيت في مسعى البدروم أنه مقفل من جهة المروة تماما، فإن انتهى الساعي في الشوط السابع لا بد من الرجوع إلى ما يقرب من النصف من اتجاه الصفا حتى يتمكن من الخروج وأيضا هذا البدروم تم تنفيذه بطريقة غير مفهومة لأن عرضه مثل المسعى القديم وهذا مشوش وخطير في وقت الذروة وأخشى أن تحدث مشكلة ـ لا سمح الله ـ وأيضا نفس المشكلة من جهة الصفا، أرجو دراسة ذلك.
المقترح الخامس:
أقترح التنازل وبعوض عن جزء من أرض جبل عمر؛ وهذا الجزء على مرحلتين (أي قطعتين): الجزء الأول ساحة ونقدر مساحتها وحسب دراستي المبدئية بـ25 ألف متر تقريبا لتصبح المسافة من الكعبة المشرفة إلى الجزء المراد نزعه 650 مترا بشكل دائري، وبذلك يواكب النزع الذي أمر به الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والجزء الثاني عبارة عن طريق 100 متر على شكل دائرة بمساحة تقريبية 55 ألف متر، ومن الممكن أن يكون هذا الطريق عبارة عن نفق مغطى بالخرسانة ومن ثم يكون على هذا النفق مبان وأبراج لمشروع جبل عمر، وإيجابية النفق الذي يتم عليه بناء أبراج أن المساحة التي ستنقص من مشروع جبل عمر بالكامل هي فقط 25 ألف متر ستكون ساحة للحرم المكي الشريف لتواكب توسعة خادم الحرمين.
فمثلا لو نزعنا الجزءين لوجدنا المساحة الإجمالية حوالي 80 ألف متر سيقدر سعرها في المتوسط حسب رأينا المتواضع بـ8 مليارات ريال، أي أن السعر المتوسط للمتر الواحد يبلغ 100 ألف ريال، أي أن الربح العائد للشركة سيتعدى 100%. والحل الآخر هو نزع الـ25 ألف متر فقط لمواكبة الدائرة؛ فيكون سعر المتر في المتوسط 150 ألف ريال ليكون إجمالي المبلغ 3,750,000,000 ريال، وهذا المبلغ السابق في الفكرة أو اللاحق ستمتلكه شركة جبل عمر مقابل ما أزيل منها في الفكرة الأولى أو الثانية أن تمتلك في المنطقة المركزية وأخص بالذكر منطقة المسيال ومنطقة جبل عمر(2) ومنطقة شعب عامر ومنطقة أجياد المصافي وأجياد السد ومنطقة النقا ومنطقة جرول بملكية خاصة أو بمشاركة مع الشركات المطورة في المنطقة المركزية.
ونعلم أن شركة مكة للإنشاء والتعمير تم تشييدها واستثمارها منذ عام 1410 تقريبا حتى اليوم لمدة تزيد عن 20 عاما. وهي مدة غير كافية لاستثمار المليارات في منطقة الحرم؛ ونحن نسمع كل يوم عن شائعات نزع لشركة مكة والمناطق المجاورة لها، فأخشى ما أخشاه أن تشييد جبل عمر في هذا الموقع سيصل إلى ما وصلت إليه شركة مكة ومناطق الشامية التي نزعت بأمر خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الحرم المكي، فلو درسنا هذا المقترح ستكون هناك استثمارات مستدامة ولمدة طويلة لإنشاءات جبل عمر وجميع الشركات المطلة على ساحة الحرم.
المقترح السادس:
إنشاء جمعية خيرية تعاونية صحية تشمل جميع الشرائح (من مواطنين ومقيمين)؛ حيث يُقدر عدد المستفيدين من الدولة بحوالي 11 مليون موظف ومتقاعد وطالب (بنين وبنات) وأيضا من هم ضمن مكافآت الضمان الاجتماعي؛ فعلى سبيل المثال مليون ونصف موظف عسكري ومدني، ومثلهم ممن يأخذون رواتب من الضمان الاجتماعي و5 ملايين طالب وطالبة و3 ملايين مقيم من جميع الفئات وهذه الإحصائيات تقريبية إجمالها 11 مليونا، فلو أخذنا في الاعتبار 10 ريالات شهريا لكل فرد كان سيصبح لدينا 110 ملايين ريال شهريا أي مليار وثلاثمئة وعشرون مليون ريال في العام الواحد، ويمكن أن يتم ذلك بتوفير أراض عن طريق وزارة الصحة تقام عليها هذه المستشفيات التعاونية، ويكون لكل موقع سوق تجارية ويُقام أعلاها المستشفى ويكون العائد الاستثماري لهذه السوق لمصلحة هذه الجمعية التعاونية الصحية. ويتم بناء هذه المستشفيات في جميع مدن وقرى المملكة دون استثناء بعد المسح الجغرافي على حسب الاحتياجات واختيار المكان الذي يتم عليه الإنشاء من حيث التجمع البشري. وأنا على استعداد بالتبرع لمكة المكرمة بما أستطيع من أراض أو مال.
إيجابيات هذا المقترح:
1- تخفيض تكاليف العلاجات بجميع أشكالها عن الشرائح السالف ذكرها.
2- تعاون جميع الفئات في هذه الجمعية والذين ليست لهم مصلحة في هذه الجمعية، حيث إنهم يرون أنها جمعية خيرية تعاونية خدمية.
3- تخفيض الميزانيات الضخمة على الدولة بعد الاستبيان من قبل وزارة الصحة عن الميزانية الخاصة بالمستشفيات العسكرية والمدنية والمستشفيات الخاصة ذات الربح الخاص والتي أيضا تأخذ من الدولة إعانات.
4- سيكون في متناول الجميع من أغنياء وفقراء وذوي الحاجات الحصول على الخدمة بالتساوي لجميع الفئات.
ونختمها بالصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وانطلاقا من قول الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى.... الآية. وقول الحبيب المصطفى (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا).
* رئيس محلس شركة الأفكار السعودية للتنمية المحدودة