وأخيراً عرفت الجماهير الرياضية السعودية اسم وهوية من سيقود الأخضر السعودي في استحقاقاته المقبلة, وهو أحد المدربين البرازيليين الذين يعدون من ذوي الرتبة الثانية من حيث المكانة في عالم التدريب بالكرة البرازيلية, وهو المدرب غوميز الذي كانت آخر محطاته التدريبية فريق فاسكو دي جاما ونال معه أخيراً بطولة كأس البرازيل.

هذه المقدمة لا تعني التقليل على الإطلاق من المدرب المختار من قبل إدارة المنتخبات السعودية الجديدة بقيادة محمد المسحل والتي نلومها على شيء واحد فقط لا يتعدى مسألة التهويل الذي صاحب مراحل البحث والتحري والتدقيق في الاسم التدريبي، وكذا الرحلات المكوكية – إن جاز لي التعبير – حتى نصل إلى مدرب يمكنه الإشراف على المنتخب السعودي الأول.

وربما عمدت إدارة المسحل إلى هذه الخطوة من أجل لفت الأنظار إلى الإدارة الجديدة، وتبيان هويتها ونمط عملها الذي ستنتجه، لكنني في النهاية لست مع هذا التهويل ولا مع التعتيم المبالغ فيه ومحاولة مخادعة الإعلام الرياضي السعودي مع أنني أجزم أننا كإعلاميين سنكون وبخبراتنا في هذا المجال تحت تصرف الأخضر في كل زمان وكل مكان متى طلب منا.

يبدو أن الإعلام الرياضي السعودي اعتاد خطاً له لا يريد مع تقادم الزمن وتطور الوسائل والأدوات أن يحيد عنه رغم أنه يحسب عليه ولا يحسب له, وأعني بذلك الخط الانتقاد لمجرد الانتقاد, وطرح مرئيات سطحية تتصل بالمدرب وجهازه المعاون, وابتدأ هذا الإعلام بعبارته التي لا تنتهي (مغمور) فهذه الكلمة دوماً نقرؤها ونستمع أحياناً لها من بعض الإعلاميين, ولو أنك سألت هذا الصوت أو ذاك عن اسم تدريبي شهير مثل غوارديولا أو غوس هيدينك أو فابيو كابيللو أو آرسين فينغر, فإن معرفته تتوقف بمجرد أنه اسم تداولته وسائل الإعلام, لكن أن يقول شيئاً عن فكره التدريبي أو عن الإضافات التي أضافها هذا المدرب أو ذاك على الفرق أو المنتخبات التي أشرف عليها أو أسلوب عمله الإداري مع هذه الفرق أو المنتخبات فإنك لن تستمع منه لشيء, وهذه علة كثير من الإعلاميين الذين ملأوا الزوايا بضجيجهم.

قلة قليلة جداً ستتناول مدرب الأخضر السعودي الجديد غوميز – إن حسم أمره مدرباً بصفة رسمية - من حيث التركيبة الذهنية للمدرب، وبالتالي ستتقصى بداية عن مسيرته كلاعب، وأيضاً شخصيته إبان تلك الفترة, ومن ثم تحوله إلى مسار جديد يختلف وهو عالم التدريب, وصولاً إلى كيفية وصوله إلى مرحلة النضح الفني ما ساعده للوصول إلى ما وصل إليه بأن يدرب فريقاً يعد إحدى علامات الرياضة البرازيلية والأميركية الجنوبية وهو فاسكو دي جاما.

إذن صفة المغمور هذه لا تنطبق على غوميز, وهذه نقطة تحسب على من تبنى هذه العبارة دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتأكد من رصيد المدرب المهني والإنجازي, والشهرة والمغمور لا يلتقيان, فالشهرة ترتبط عادة بالإنجازات الكبيرة للوطن الذي ينتسب إليه هذا المدرب أو ذاك كأن يشرف على المنتخب الوطني أو يحقق إنجازات على مستوى القارة مع فرق كروية, عندها سيدخل عالم الشهرة من أوسع الأبواب, أما المغمور فهو ذلك المدرب الذي أتى من فريق من درجات دنيا في سلم الترتيب لأندية بلده, ولم يسبق له أن حقق منجزاً على المستوى المحلي, فضلاً عن عدم تمثيله أي منتخب من المنتخبات الوطنية أو الفرق الشهيرة, عندها يصبح بالتأكيد مغموراً بكل ما تحمله الكلمة, وكل هذه المواصفات لا تتوافر في مدرب الأخضر غوميز. وما لا يقال عن غوميز أيضاً تحليل رؤيته الفنية حول اختياراته المستقبلية للعناصر, فما سيطرح حينها مرتبط باسم اللاعب ومن أي ناد يكون فقط، ولن يقال كذلك عن غوميز مع أول تعثر له مع الأخضر بأن فكره الجديد لم يأخذ وقته الكافي كي يستوعبه اللاعبون فرادى ومجموعة ويبدؤوا في تنفيذه الصورة المتكاملة.

عموماً نتمنى للجهاز التدريبي الجديد التوفيق وتحقيق تطلعات الاتحاد السعودي لكرة القدم والجماهير الرياضية.