وصف أهالي وأبناء منطقة نجران اليوم الوطني بأنه ذكرى عزيزة على القلوب، ذكرى يجب أن نتوقف عندها بإكبار وإجلال وإعجاب، نستخلص منها المحفزات، ونجول بالعقول في مغزى الملاحم التي قادها المؤسس رحمه الله ورجاله الميامين الذين وضعوا ركائز المملكة، الدولة التي قدمت نموذج أنجح وحدة عربية وتحقق تجربة مذهلة في التنمية وتخطو بثبات في مراقي حضارة العصر.

وقالوا: في كل العهود تضاف لبنات إلى الصرح الذي يعلو ويشمخ، فتزداد المملكة متانة في اقتصادها، وفي بنيانها الاجتماعي، وفي قدراتها السياسية وأدوارها الإقليمية والدولية. وأكدوا أن السمعة المميزة التي حازتها المملكة، والمقومات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أنجزت في مختلف العهود تبلورت في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ الذي يترجم خلاصة الفكر القيادي الناضج سلوكاً طبع توجهات البلاد في السياسة والاقتصاد، فصارت المملكة تعرف بطابعها الخاص في العلاقات الدولية، وحازت عن جدارة لقب "مملكة الإنسانية".

الذكرى الـ80 لليوم الوطني أكثر من مجرد الاحتفاء كل عام مع حلول 23 برج الميزان، فهذا التاريخ هو بداية حقيقية لتغيير العالم، لأن كل التحولات التي يشهدها العالم المملكة لها نصيب إيجابي ودور بارز في إحداثها.. شأن هذه البلاد عبر التاريخ، تتصف بالإيجابية في كل عهودها.. وتسهم في تحولات العالم وتغيراته.

وهكذا فإن اليوم الوطني، الذي منه بدأ التأسيس والانطلاقات، هو من أهم مصادر الفكر السياسي الذي يؤرخ لإنسانية المملكة. إذا كان لقب (مهوى الأفئدة) ملموسا منذ آلاف السنين حيث استجاب الله دعوة إبراهيم عليه السلام في مكة المكرمة ".. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ..."، فإن السياسة الإنسانية التي تنتهجها المملكة، خاصة في عهد الملك عبدالله، جعلت مفهوم (مهوى الأفئدة) يتعزز أكثر، فها هي مؤسسة (غالوب) الأمريكية المتخصصة في استطلاعات الرأي، تكشف في أغسطس 2010 نتائج استطلاع أجرته من عام 2007 إلى عام 2010، وكان السؤال المحور في الاستطلاع الذي نفذ في 148 دولة (أفضل دولة يفضل سكان العالم الهجرة إليها والعيش فيها).. فكانت المملكة ثالث دولة، في هذا الاستقصاء العالمي، يتوق الناس للعيش فيها، وقطف ثمرات الرخاء الاقتصادي، والأمن الاجتماعي. لقد صارت (الإنسانية) عنواناً للمملكة لأن التنمية في منظور الملك عبدالله ورؤيته ليس فقط أرقاما وإحصاءات تعلن في الميزانية كل عام، ولكن قبل ذلك هي تصور لترجمة الأرقام والإحصاءات لما يلبي احتياجات المواطنين، ويشبع تطلعاتهم في وطن عودهم على النهوض المستمر والتقدم المطرد، وذلك ما يعبر عنه النشيد الوطني "سارعي للمجد والعلياء..."

وصارت (الإنسانية) عنواناً للمملكة لأن سخاء الملك عبدالله ونظرته الحانية تجاوزت حدود المملكة إلى أصقاع الأرض، وغطت احتياجات شعوب العالم بدون تمييز عرقي أو ديني، أو سياسي، أوجندري (نوعي).. ومملكة الإنسانية بما تعكسه من تذويب العوائق الجغرافية الثقافية والإثنية والعقدية، وباستهدافها الإنسان مطلقاً، إنما تعبر عن الإسلام بصفائه ونقائه ونبله، وتوجهه للناس كافة، وتكريمه الإنسان المكلف بإعمار الأرض بناء ونسلاً والتعارف بين الشعوب، وأصبح ذلك منهجاً وسلوكاً ونظاماً تلتزمه المملكة وقيادتها.

فالمملكة دوماً في أوائل المبادرين لمد جسور العون والمساعدات إذا حلت كارثة، خصوصاً للمسلمين والعرب، والسخاء السعودي لا يتوقف عند التعاطف العملي مع أخوة العقيدة والدم، بل تؤمن المملكة وقادتها وشعبها بعالمية عمل البر فيمتد خيرها وخبراتها إلى الإنسان حيثما كان، وأكثر ما تجلى هذا التوصيف في رعاية "ملك الإنسانية" الملك عبدالله بن عبدالعزيز العمليات الجراحية البارعة التي يجريها الطاقم الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية من أنحاء العالم.



معرض صور عن ملك الإنسانية بنادي الأخدود

 


نجران: الوطن

أكد رئيس الوكالة الوطنية للإعلام عبدالله بن عبدالعزيز القنيعير أهمية معرض الصور المرئية والفوتوغرافية الذي يقام في الصالة المغلقة بنادي الأخدود مصاحبا لاحتفالات نجران باليوم الوطني كونه ينظم للمرة الأولى لمواكبة لقب "مملكة الإنسانية وملك الإنسانية".

وأوضح القنيعير أن المعرض يشتمل على صور عديدة عن العمل الإنساني الذي تضطلع به المملكة، والمبادرات الإنسانية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين.

كما أوضح أن المعرض تم تصميمه وفق أعلى المعايير الفنية، وينفذ بطاقات فنية مدربة، لافتاً إلى النجاح الكبير الذي حققه معرض اليوم الوطني، الذي نفذته الوكالة الوطنية للإعلام العام الماضي بعنوان "شيم وشمائل".

وقال القنيعير إن نجاح المعرض السابق، والإقبال الكبير عليه من مواطني منطقة نجران، حفزنا في الوكالة الوطنية للإعلام لإنجاز معرض "مرحباً في مملكة الإنسانية" بمقومات نجاح أعلى، مشيدا بالدعم المتواصل من قبل أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدم لنا الرؤية الواضحة والأفكار السديدة في ترجمة الأفكار إلى واقع عملي حبا بالوطن ومساهمة من أمير نجران في إبراز المنطقة ودورها الوطني المميز.