المدينة المنورة قبلة للسياحة الدينية في المملكة يتزايد زوارها بشكل مطرد كل عام؛ ومع ذلك تعاني من نقص شديد في أعداد سيارات الأجرة التي لم تزد خلال السنوات الماضية وتوقف عددها عند 2500 سيارة.
ولا يزال عدد من المستثمرين ينتظرون الحصول على رخص تشغيلية من فرع وزارة النقل في منطقة المدينة المنورة للبدء في أعمال تشغيل سيارات الأجرة "الليموزين" لأكثر من ثلاث سنوات بعد أن سجلت فرصا استثمارية كبيرة وزيادة في الطلب في ظل التطور الذي تشهده المنطقة خلال الآونة الأخيرة وتزايد عدد الزوار من عام إلى آخر.
وتشير معلومات حصلت عليها "الوطن" إلى أن عدد المستثمرين الذين تقدموا حتى الوقت الحالي بلغ عددهم 10 مستثمرين جميعهم من خارج المنطقة، ولا يعلم السبب الحقيقي لتعطيل الموافقة على طلباتهم كل هذه المدة.
"الوطن" أجرت خلال اليومين الماضيين اتصالات عديدة بمدير فرع إدارة الطرق والنقل في المدينة المنورة المهندس زهير كاتب للتعليق على هذا الموضوع إلا أنه تعذر الرد .
وتشير المعلومات إلى أن منطقة المدينة المنورة بحاجة لنحو 5 شركات في الوقت الحالي تساهم في سرعة تقديم الخدمة وبسعر يتناسب مع الجميع وتعكس صورة حضارية أمام الزائرين.
وتؤكد مصادر عاملة في إدارة الطرق والنقل في المدينة المنورة لـ"الوطن" أن سيارات الأجرة العاملة والمرخص لها من قبل الإدارة سواء كانت الخاصة بالأفراد أو المنشآت العاملة في هذا النشاط تجاوزت 2500 سيارة إلا أنها غير كافية في ظل زيادة الطلب وكثافة الزوار للمنطقة.
ويصف رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة عبدالغني بن حماد الأنصاري لـ"الوطن" عدم الإسراع في منح الرخص التشغيلية للمستثمرين بالمسيء للمنطقة وانعكاسه بصورة سلبية للتطور الذي تشهده في الأونة الأخيرة.
ويؤكد الأنصاري حاجة النقل العام في المنطقة للتطوير في ظل وجود فرص استثمارية ناجحة للراغبين في الاستثمار في هذا المجال. كما أنه يحتاج إلى تعاون الجهات الخدمية كالأمانة وهيئة تطوير المدينة مع إدارة النقل للرقي بهذا النشاط من خلال إيجاد شركات مشغلة وتصميم مواقف مخصصة للركاب وتهيئتها بالمظلات الشمسية لتكون كفيلة بمنع تعرضهم لضربات الشمس حال انتظارهم سواء لليموزين أو النقل العام، حيث يبلغ زوار المدينة حاليا أكثر من 12 مليون زائر سنويا، والتوقعات تشير إلى زيادة محتملة قد تصل إلى 34 مليون زائر خلال السنوات الـ15 المقبلة.
وحمل الأنصاري وزارة النقل وقطاع الأعمال وهيئة تطوير المدينة مسؤولية تدني مستوى المواصلات والنقل العام في المنطقة والدور الذي تلعبه هذه الخدمة في الحد من البطالة.
وتسبب غياب سيارات الأجرة «الليموزين» في المدينة المنورة في الآونة الأخيرة في ارتفاع ملحوظ في أعداد العاملين في مجال النقل بشكل غير رسمي، والذي يطلق عليهم اسم «الكدادة" حتى بلغ بالعمالة الوافدة مزاولة هذه المهنة في مخالفة للأنظمة.