دعا رجل الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار إلى الاستفادة من المواقف الإيجابية التي تبناها رجال الدين والمثقفون الشيعة في المملكة ومنطقة الخليج العربي إزاء المتشدّدين العراقي مجتبى الشيرازي والكويتي ياسر الحبيب في قضية الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها.

وأشار الصفار في بيان تلقت "الوطن" نسخة منه إلى أهمية "البناء على ذلك في تعزيز الوحدة الإسلامية وتصليب الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على الأعداء والحاقدين الذين أرادوا إشعال الفتنة وبث الضغائن والأحقاد".

وقـال "ينبغي النظر بإيجابية وتقدير لمواقف الإدانة والشجب والاستنكار التي صدرت عن كثير من علماء ومثقفي الشيعة وخاصة في وطننـا الحبيب تجاه الإساءة إلى أم المؤمنين السيـدة عائشـة, حيث توالت بيانات وتصريحات العشرات من علماء الشيعة في القطيف والأحساء والدمام والخبر والمدينة المنورة, وكلها تتبرأ من ذلك الفعل المشين وممن قام به"، مؤكداً أن هذا هو "الاتجاه العام في المجتمع الشيعي الذي يتبنى الاعتدال ويرفض إثارة الخلافات, وتوجهات التشدد, والإساءة إلى الرموز الدينية والشخصيات الإسلامية المحترمة كصحابة الرسول، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وزوجاته الطاهرات، رضي الله عهنّ.

وعتب الصفار على بعض الجهات التي اتجهت "مع الأسف الشديد لاستغلال ما حدث في التحريض على الكراهية, ومواصلة الشحن الطائفي, وفرض مطالب على الشيعة بأن يقولوا كذا ويفعلوا كذا", واصفـاً ذلك بأنه "أسلوب استعلائي اتهامي, وكأن كل الشيعة وخاصة السعوديون منهم مسؤولون عن أي كلمة أو ممارسة يقوم بها متطرف شيعي في أي مكان من العالم".

وتساءل الصفار "هل يتحمل المسلمون مسؤولية أي عمل إرهابي ينسب لمسلم في العالم..؟ أو هل يتحمل أهل السنة كلهم مسؤولية أية فتوى تكفيرية للشيعة أو أي عمل إرهابي يستهدفهم في كل مكان..؟".

ودعا الصفار الجميع أن يسعوا إلى "صنع أجواء جديدة تكرس الاحترام المتبادل, وتقوّي المناعة في الساحة الوطنية والإسلامية ضد محاولات الفتنة والاختراق".

وطالما صدرت إساءات للشيعة من دعاة داخل المملكة فلم يكلف أحـد مـن هؤلاء الذين يطلبون من الشيعة ويطلبون, عناء الردّ على تلك الإساءات.

كما انتقد الصفار "بعض الدعاة الذين يرون التقريب بين المذاهب خرافة ووهماً, ويدعون إلى التعايش فقط", مضيفاً أن "التحريض على الكراهية, وتأييد الشحن الطائفي الذي تقوم به بعض الفضائيات, قد يحوّل التعايش أيضاً إلى وهم وخرافة لا سمح الله, كما حصل في بلدان أخرى, لأن الشحن الطائفي يدفع نحو ما لا تحمد عقباه".

وأوضح "إن التقريب إذا كان يعني التنازل عن القناعات المذهبية فهو بالفعل وهم وخرافة, لأنه ليس ممكناً أن تفرض على أحد أو تطلب من أحد التنازل عن شيء من قناعاته التي يؤمن ويعتقد بها، وإنما المقصود هو التعارف والتواصل والاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب, وذلك ما يحقق التعايش".

واختتم الصفـار بيانه بقوله "أجدد دعوتي وندائي إلى إخوتي العلماء والدعاة بأن ننطلق مما أعلنته بيانـات علماء الشيعة من رفض الإسـاءة لصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وزوجاته الطاهرات, لتأكيد رفض دعوات التكفير والتحريض الطائفي, تحقيقاً للأخوة الإسلامية, وحماية لوحدتنا الوطنية, وتعزيزاً للتعايش الإنساني".