بدأت سلسلة من الاتصالات المحلية والإقليمية أمس لمواجهة مخاطر التوتر السياسي المتصاعد بين الفرقاء اللبنانيين. وقالت مصادر سياسية لـ"الوطن" إنه من الممكن أن يتوجه وسطاء إقليميون إلى بيروت خلال أيام للمساعدة في تخفيض التوتر، وإعادة توجيه البوصلة إلى التفاهمات التي أرستها القمة السعودية ـ السورية اللبنانية الأخيرة.

وطغى التشنج السياسي على الوضع السياسي على خلفية اقتحام حزب الله مطار بيروت الدولي لحماية حليفه اللواء جميل السيد، وتصعيد حملته لتعطيل محكمة لبنان الدولية، وتحذيرات من فتنة وأحداث أمنية في البلاد. وشنت الأكثرية هجوما على حزب الله، وقال النائب عن كتلة "تيار المستقبل" محمد كبارة إن "أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، أسقطوا الدولة اللبنانية تمهيدا لاسقاط المحكمة الدولية".

كما أكد عضو "المستقبل" النائب عمار حوري أن "تيار المستقبل وقوى 14 آذار تدافع عن منطق الدولة في وجه حالات ميليشياوية تحاول الاعتداء عليها وتنفيذ انقلاب كما شاهدنا في الأيام القليلة الماضية".

واعتبر أن حزب الله والتيار الوطني الحــر يتمـردان على المظلة العربـية. ووصف حوري دعوة "حزب الله" إلى التراجع عن قرار الاستماع إلى اللواء جميل السيد، بأنها "نقطة سيئة سجّلت على الحزب، الذي يتعامل مع سلطات الدولة بفوقية، وكأنه المرشد الأعلى للدولة اللبنانية".




 


بدأت سلسلة من الاتصالات المحلية والإقليمية لمواجهة مخاطر التوتر السياسي المتصاعد بين الفرقاء اللبنايين. وقالت مصادر سياسية لـ"الوطن" إنه من الممكن أن يتوجه وسطاء إقليميون إلى بيروت خلال أيام للمساعدة في تخفيض التوتر القائم، وإعادة توجيه البوصلة إلى التفاهمات التي أرستها القمة السعودية ـ السورية اللبنانية الأخيرة.

إلا أن التشنج السياسي طغى مجددا أمس على الوضع السياسي على خلفية اقتحام حزب الله لمطار بيروت الدولي لحماية حليفه اللواء جميل السيد، وتصعيد حملته لتعطيل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، ووسط تحذيرات من "فتنة" وأحداث أمنية في البلاد.

وكان النائب المنتمي إلى حزب الله حسن فضل الله قد حذر أول من أمس من "فتنة ربما لم يشهدها لبنان من قبل" على خلفية استدعاء القضاء للواء جميل السيد للتحقيق معه في قضية اغتيال الحريري. كما أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يوليو الماضي أنه يتوقع أن توجه المحكمة الدولية الاتهام بمقتل الحريري الى عناصر من حزبه. وبدأ الحزب منذ ذلك الحين حملة تدرجت صعودا ضد المحكمة متهما إياها بانها مسيسة.

وأمس، شن الأكثرية هجوما على حزب الله، حيث قال النائب عن كتلة "تيار المستقبل"، محمد كبارة إن من يعتبر المحكمة الخاصة بلبنان "عدوة له فنحن نعتبره عدوا لنا"، ودعا الحريري إلى "الدفاع عن كرامة الطائفة السنية". وأضاف في مؤتمر صحفي بطرابلس أن "أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، أسقطوا الدولة اللبنانية تمهيدا لإسقاط المحكمة الدولية". وأكد أن "الحرب بدأت على الدولة والسلطة والشعب الحر فاستعدوا لمواجهتها بالوحدة".

وأضاف كبارة أن "من يتعرض لزعيم السنة أو مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه ولن يكون التهذيب بيدها حتما. ندعو الحريري إلى تبني هذا النهج علنا دفاعا عن الشرف الوطني وعن كرامة الطائفة السنية".

ويشير كبارة في كلامه إلى المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد الذي هاجم الحريري في مؤتمر صحفي الأحد الماضي، طلب بعده وزير العدل اللبناني من النيابة العامة تحريك دعوى الحق العام في حق السيد بسبب "تهديده" الحريري "وأمن الدولة".

وفي هذا الصدد أكد عضو "المستقبل" النائب عمار حوري أن "تيار المستقبل وقوى 14 آذار تدافع عن منطق الدولة في وجه حالات مليشياوية تحاول الاعتداء عليها وتنفيذ انقلاب كما شاهدنا في الأيام القليلة الماضية". وأضاف "لم نرَ بالأمس في مطار رفيق الحريري الدولي سوى فريقين سياسين لا غير: صاحب العلاقة "حزب الله" وفريق مسخّر لتنفيذ ما يطلب منه"، في إشارة إلى اقتحام مليشيا حزب الله للمطار لدى وصول السيد من الخارج. واعتبر أن "حزب الله والتيار الوطني الحر يتمردان على المظلة العربية، وحاولا أن يوحيا كأن هناك إرادة سورية في هذا الاتجاه، لكن سوريا خارج هذا الإطار، وهي ملتزمة بالهدوء في لبنان".

ووصف حوري دعوة "حزب الله" في بيانه أول من أمس، إلى التراجع عن قرار الاستماع إلى اللواء جميل السيد، بأنها "نقطة سيئة سجّلت على الحزب، الذي يتعامل مع سلطات الدولة بفوقية، وكأنه المرشد الأعلى للدولة اللبنانية".

من جانبه، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش أنه "لا يجب أن يمر اتهام رئيس الحريري وتلفيق تهم بمدعي عام التمييز باعتباره أعلى سلطة قضائية في البلاد مرور الكرام". ورأى أن "هيبة القضاء والمؤسسات على المحك".

في المقابل، رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" الموالية لحزب الله النائب نواف الموسوي، أن "هذه الدولة ليست ملكا لأحد بل هي لكل اللبنانيين ومن يسيء إليها هو من يحول أجهزتها إلى قطاع خاص به". وسأل "لماذا لم يتحرك القضاء للتحقيق مع من تفاخر بعمالته لإسرائيل وبتورط إسرائيل باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري والتحقيق في ملف شهود الزور".