تجربتي في قطاع التعليم العام جعلتني أعرف ذكاء أصحاب السلطة في السيطرة على ما تحت أيديهم من ممتلكات ، وإلا ماذا يقال عن مدرسة وكيلتها تصبح هي المديرة بالنيابة وهي ذاتها مسؤولة الصندوق المدرسي ، وفي نفس الوقت هي أم لطالبة (وهذا يثبت ما يقال عن المرأة إنها وبجدارة تملك القدرة على القيام بأكثر من أمر في وقت واحد) . وأعرف أن هذا قد لا يكون خطأ ولكن كل الخطأ أن تصبح غريزة الأمومة هي بوصلة تلك الوكيلة، فكل خطوة في خطواتها وكل كلمة تخرج من فمها تشتم منها رائحة الأمومة الطاغية على كل شيء بما فيها الصالح العام، وكأن المدرسة إرث، الحصة الكبرى فيه للوكيلة وابنتها وصديقاتها، وبقية الورثة من طالبات ومعلمات ليس لهن نصيب. فأنا مثلا تم اختياري لتدريس ابنتها ولم أكن على علم بذلك، وفي أول حادث تصادم بيننا قيل لي إنها من اختارتني لتعليم ابنتها ، مما أعطاني شعورا أنني مدرسة خاصة، لكن في مدرسة حكومية.