تراكمت المتاعب على رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، فجاءت حالته الصحية ورحلته الاستشفائية, والمتاعب المالية التي يعانيها النادي، والبحث عن الإنجازات، وفتح ملفات الصفقات الكروية لتدعيم صفوف الفريق الكروي, وتبعات مهرجان اعتزال اللاعب الأسطورة ماجد عبدالله، وقصة سحب الشيكات المستحقة لعضو شرف النادي عمران العمران لتجتمع كلها معاً في آن واحد.
تلك أبرز الفصول الصفراء التي تخللت رئاسة الأمير فيصل بن تركي الحالية، وهي فصول إدارية وشرفية لم تكن مجهولة المعالم لدى عاشقي (العالمي)، لكن أن تثار دفعة واحدة في هذا الوقت الذي تستعد فيه الأندية السعودية لإقفال حساباتها الختامية من الأرصدة الكروية عبر المشاركة في آخر المسابقات المحلية المتمثلة ببطولة دوري الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين، وفي وقت تستعد فيه الأندية لفتح حسابات جديدة استعداداً لموسم مقبل يستلزم التحضير المبكر، فإن ذلك مدعاة لأن نقول إن هناك مخططا كبيرا لإسقاط الإدارة الحالية من أعلى أسوار النصر، واستثمار انشغال الرئيس الحالي بالتطبب في الخارج.
من المحزن لنا كرياضيين أن يحدث ذلك في هذا التوقيت العصيب الذي يتطلب أن يقف فيه الجميع على خط واحد لحماية وصيانة النصر، وفي ظل الأزمة الشرفية التي يمر بها النادي, والتي ظهرت من خلال الصمت المذهل حيال عدد من قضايا النادي، وغياب فريق الدفاع عنه, في إشارة إلى أن الذي حدث يوحي بأن الانتماء ربما تحول من كيان مجتمعي إلى عصبة فردية, حيث وقف على غير العادة كثير من ذوي العلاقة المتينة بالنصر موقف المتفرج حيال مشاركة الفريق الأخيرة في دوري أبطال آسيا 2011 قبل توجه البعثة إلى إيران لخوض لقاء ذوب هان، إذ كان المدافع عن حقوق النصر في هذه الرحلة هو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي دافع كثيراً عن الأذى والمضايقات التي تواجهها البعثات السعودية عند السفر إلى إيران، فيما لم نشاهد أو نسمع صوتاً نصراوياً يتحدث عن هذه القضية.
أزمات النصر تتوالى، وكل يوم تزداد ظلمة, وربما تمضي إلى الدخول في دوائر أكثر تعقيداً, وفي النهاية يكون الخاسر الوحيد هو النصر حتى لو كانت غاية البعض أن يغادر الأمير فيصل بن تركي كرسي الرئاسة, وهو ما قد يحدث مع كثرة الضغوط في ظل غياب (كبير النصر) الذي يمكن أن يكون مرجعياً لكل نصراوي.