تجربتي كانت مع الهيئة الطبية بمحافظة جدة، حيث كان لدي طفلة في العناية المركزة، وتحتاج إلى علاج خارجي، بعد عودتي من الهيئة الطبية بالرياض، وأخذ اعتذارات المستشفيات المتخصصة، بدأت معاناة جدة وموظفيها الموصدة أبوابهم، حيث لا يتحدثون مع المراجعين إلا من خلف نافذة نصف متر في نصف آخر، وكل أسبوع وأنا متواجد أمام هذه النافذة، ولا جديد لمدة طويلة جدا لدرجة إني إذا زرت ابنتي في العناية لا أتمالك نفسي من الدموع مع أني عصي الدمع، وأتذكر أني وجدت موظفا يقول لي اذهب وابحث عنها في البريد بكل وقاحة، وبعد وفاة ابنتي بحوالي شهرين تم الاتصال علي، وأخبروني أنهم يريدون تقريرا عاجلا عن حالتها فلم أتمالك نفسي، وأغلقت الخط في وجهه، وكظمت غيظي، فكم يوجد في هذه المكاتب من الاستهتار بالمعاملات والذلة التي لا تزال في ذاكرتي؟ علما بأن جميع الأوراق مازلت محتفظا بها ومن بينها أمر من خادم الحرمين الشريفين بعلاجها على نفقة الدولة.