أكد عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ بالجامعة التونسية سابقا الدكتور مختار الفجاري في حديثه لـ"الوطن" أنه لا يمكن أن نصل بمحمد أركون إلى مراتب الكبار من المفكرين، مؤكدا أنه لم يقدم مشروعا متكاملا بقدر ما كان يقدم مقالات مشتتة ثم يقوم بنشرها في كتاب ووصف بأنه من أكثر المفكرين إثارة للنقاد لعلمانيته المفرطة وجرأته على المقدس حسب وصفه.
وقال الفجاري لـ"الوطن": إن ما تركه أركون يمثل إرثا فكريا ذا قيمة نقدية بالأساس حيث إن الرجل كان معايشا بحكم عمله في باريس لأحدث النظريات النقدية في العالم وهو أكثر المفكرين إثارة للنقاد.
ودلل الفجاري على قوله بأن أركون كتب عن الإسلاميات التطبيقية لما انتشرت الأنثروبولوجيا التطبيقية لروجيه باستيد وكان يأخذ من كتابه حرفيا وهو "الأنثروبولوجيا التطبيقية" كما كتب عن الأنسنة لما أصبحت موضوعا معاصرا ثم كتب أخيرا عن فكرة الإسلام غير الديني وهي نظرية معروفة عند الإيطالي فاتمو (نظرية الخروج من الدين) أو المسيحية غير الدينية.
وذهب الفجاري إلى أن أركون كان مثقفا نشطا ومواكبا، ولكن فكره مهزوز لأنه مشوب بالأيديولوجيا وهي أيديولوجيات الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنه كان منظرا لمشروع ساركوزي في الاتحاد المتوسط.
وأكد الفجاري أنه سبق وأن قال هذا الكلام عنه في كتابه "نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون" وفي بحث بعنوان "أركون والاستشراق" بين فيه أن أركون مستشرق جديد.
وختم الفجاري: أخيرا لا يمكن أن نقول إلا غفر الله لمحمد أركون على كل حال، ووفقنا للخير ولكل ما ينفع أمتنا.