يمكن أن يكون برنامج الجولة ناجحاً بدرجة عالية، لو قلل مقدمه وليد الفراج من أسلوب الاستخفاف بعقول المشاهدين، وخفف من إسقاطاته المتكررة، وعامل الأندية بدرجة متساوية.

كنت قد وضعت في مقال سابق في هذه المساحة مقارنة بين برنامج الجولة الذي كان يقدم من art والبرنامج الحالي الذي تقدمه قناة line sport، ووجدت من وجهة نظري أن البرنامج في فترته الأولى كان الأفضل.

أما لماذا، فلأنه كان يعتمد على الحوار والخبر المصنوع ـ المتعوب عليه ـ، والإثارة الواقعية، ولم يكن يعتمد على التهريج، والانحياز لرئيس النادي "س"، على حساب رئيس النادي "ص" كما يحدث فيه بصورته الحالية.

أعتقد أن ليس من حق أي مقدم لبرنامج رياضي أو غير رياضي، أن يقول رأيه في البرنامج، ولو كان أستاذاً بدرجة بروفيسور، وهذه إحدى مبادئ الصحافة التي تعلمناها، فرأيك له مكان ومساحة أخرى خارج البرنامج الذي تقدمه، وخارج الخبر والتقرير الذي يكتبه المحرر في الصحافة الورقية.

ولعلي ألاحظ كما تلاحظون، أن البرامج الرياضية أصبحت تمنح لقب "رئيس التحرير" لكل معد، أو مقدم، وهذا خطأ كبير، وفيه تجاوز على مهنة الصحافة وقيمتها.

ومهما كان اسمك أو لقبك أو منصبك، فهذا لا يعطيك الحق في التهكم بأندية كبيرة لها تاريخها وبطولاتها وجمهورها العريض، ومحاولة الاستهزاء والتقليل من إجراءات اتخذتها للحفاظ على حقوقها، وأن تصفها بأنها محاولة للفوز من المكاتب بعد أن خسروا في الملاعب.

والعبارة الأخيرة قالها الزميل وليد الفراج في برنامجه لرئيس الشباب خالد البلطان الذي كان معه عبر الهاتف، ليؤكد من خلالها انحيازه التام لنادي الشباب على حساب الأهلي صاحب الحق، دون مراعاة لأمانة الكلمة، وصفة الحياد.

ولا أعلم ماذا سيقول ـ رئيس تحرير الجولة ـ الآن، بعد أن فاز الأهلي بالاحتجاج الذي تقدم به على مشاركة لاعب الشباب عبدالعزيز السعران، وكيف سيبرر موقفه، ورأيه غير المهني، وتغييبه للمعلومة الصحيحة.

وهاهي إدارة النادي الأهلي التي تجاهلها الفراج تكسب القضية، وتكشف معلومات ـ رئيس التحرير ـ، بل إنها كشفت لكل المشاهدين مسار البرنامج، وانحيازه لشخصيات رياضية معينة، ما يزيد من فقد الثقة في برنامج انحرف عن مساره.

هاتفني أحد الأصدقاء وهو إعلامي رياضي سابق وقال لي "تحولت الصحافة الرياضية وما حولها من برامج إلى سلعة، والسلطة الرابعة أصبحت بضاعة رخيصة في يد من يتاجرون بها، في ظل عدم وجود جهات رقابية".. صدقت يا صديقي.

ـ أجمل ما قرأت خلال الأيام الماضية ما نقلته الصحافة الرياضية من حديث الأمير خالد بن عبدالله للاعبي الأهلي، وهنا يتسع الفارق بين الواثقين، والمهرجين.

ـ مع ديمتري، الاتحاد غير، وإدارته غير، وجمهوره غير، هل استوعبتم الآن أن المدرب هو محور الاستقرار الرئيس لكل فريق.

ـ الاتحاد، الأهلي، الهلال، الاتفاق، هكذا يقول المنطق، وإن ظلت كرة القدم لعبة ألا منطق.

ـ كل ما يفعله رئيس الشباب أفقد ناديه حب جمهور الأندية الأخرى له، وأضاع كل ما بناه الأمير خالد بن سعد "الله يذكره بالخير".

ـ إذا أردتم أن تحكموا على عمل احترافي منظم سبق الجميع، فانظروا إلى ما يفعله نادي التعاون، إنه أحد الكبار تنظيماً وفكراً واحترافاً ..!

ـ لو طلب أسطورة كرة القدم السعودية والآسيوية ماجد عبد الله من الجمهور النصراوي وغير النصراوي، أن يقف معه مادياً ويعوضه عن حقوقه الغائبة، لأصبح مليارديراً في ساعات.

ـ صديقي يسير على خطى أساتذة الصحافة السعودية الذين وصلوا إلى منصب رئيس تحرير قادمين من الصحافة الرياضية، أمثال الدكتور هاشم عبده هاشم، وتركي السديري، وعثمان العمير، والسؤال: هل مازالت الصحافة الرياضية قادرة على تقديم رؤساء تحرير، وكم لدينا من أمثال صديقي، أم أنه آخر من صنعتهم الصحافة الرياضية؟ سؤال صعب لا أجد له إجابة.