أرسلت الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات التابعة لرابطة العالم الإسلامي، فريقا طبيا مكوناً من 30 طبيباً استشارياً من مستشفى الملك فيصل التخصصي، لعلاج متضرري الفيضانات في باكستان، وذلك في إطار المساعدات التي تقدمها المملكة حكومة وشعباً وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، والتي بدأت تتدفق منذ اللحظة الأولى جراء الفيضانات التي ضربت الشعب الباكستاني.
ووصل الفريق الطبي، الذي تم تشكيله بتوجيه من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، إلى مدينة مولتان، كبرى مدن الشطر الجنوبي لإقليم البنجاب الباكستاني، وبدأ عمله الميداني هناك بالتنسيق مع الجهات الباكستانية المسؤولة عن الإغاثة في إقليم البنجاب ومع سفارة خادم الحرمين الشريفين في باكستان وبمساندة من مكتب رابطة العالم الإسلامي.
وقام سفير خادم الحرمين لدى جمهورية باكستان الإسلامية عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير أمس، بزيارة ميدانية إلى موقع عمل الفريق الطبي السعودي في بلدة كوجرات بمنطقة مظفرجر في الشطر الجنوبي من إقليم البنجاب لتشجيعهم والاطلاع على سير عملهم.
ورافق السفير الغدير في الزيارة مساعدة الملحق العسكري في باكستان العقيد طيار ركن سعيد بن مشافي عفتان والمدير الإقليمي لمكتب رابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في باكستان عبده بن محمد إبراهيم عتين.
وأوضح الغدير أثناء لقائه بالفريق أنهم قدموا إلى باكستان لأداء مهمة إنسانية باسم مملكة الإنسانية لتقديم الخدمات العلاجية للأشقاء الباكستانيين المتضررين من جراء الفيضانات مثمناً الجهود التي يقدمونها رغم الظروف الصعبة في المنطقة التي يعملون فيها.
من جانبه، قال المدير الإقليمي لمكتب رابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في باكستان عبده بن محمد عتين، إن الفريق الطبي الذي وصل يوم الثلاثاء الماضي يصطحب معه كمية من الأدوية وفلاتر لمعالجة المياه وتعقيمها لجعلها صالحة للشرب حيث سيتم تأمين مياه نقية تكفي لـ 15 ألف شخص يومياً، كما سيقوم الوفد بتوفير برادات مياه في مخيمات المتضررين إلى جانب توزيع سلال غذائية وملابس جاهزة على المخيمات في المنطقة، مضيفا أن الفريق يصطحب معه كذلك مواد لإبادة الحشرات ومولدات لشفط المياه من المستنقعات.
وأوضح رئيس الفريق الطبي السعودي الدكتور علي الكريديس، أنهم يقومون بخدمة إخوانهم المتضررين في إطار الجهود المبذولة للحد من انتشار الأمراض والأوبئة في المنطقة مثل الملاريا، مشيراً إلى أن الوفد يتكون من 30 طبيبا وإداريا، بينهم 10 طبيبات سعوديات من اختصاصات مختلفة مثل الجلدية والباطنية والقلب والنساء والولادة وعلم المختبرات.
إلى ذلك، أعرب مسؤول الإدارة المحلية في المنطقة نصر الله خان عن شكره للمملكة حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين على الدعم المميز والمتواصل الذي تقدمه للشعب الباكستاني المتضرر مؤكداً أن المملكة سباقة بالخير وأنها جسدت من خلال مساعداتها المتتالية والمتنوعة ووقفاتها الإنسانية إلى جانب باكستان مفهوم معرفة الأصدقاء عند الشدائد.
وأضاف أن حجم ونوعية المساعدات السعودية والزيارات الميدانية المتتالية التي يقوم بها سفير خادم الحرمين الشريفين إلى المناطق المتضررة أسهمت في تشجيع بقية الدول على رفع حجم مساعداتها.
كما عبر السكان المحليون في المنطقة المستفيدون من خدمات الفريق الطبي السعودي عن شكرهم وامتنانهم للمملكة رافعين أياديهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاستشعاره بالألم الذي يمرون به وإرساله مساعدات وفرقا طبية لمساعدتهم.
وفى سياق متصل، أعرب كل من رئيس وزراء حكومة إقليم البنجاب الباكستاني شهباز شريف وشقيقه رئيس وزراء باكستان الأسبق زعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف عن شكرهما وامتنانهما للمملكة حكومة وشعباً على الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه للشعب الباكستاني المتضرر من جراء كارثة الفيضانات الحالية.
جاء ذلك خلال استقبالهما أمس سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان.