أدلى أمس والد الفتاة الجزائرية التي لقيت مصرعها على سطح أحد فنادق مكة بمعلومات جديدة إلى "الوطن"، وقال أبو الفتاة "صارة بنويس" بالتبني ومطلق والدتها، إنه بناء على اعترافات أخيها الصغير، اتضح له أنها كانت تتحدث مع أشخاص دون أن يسمي أحداً. وأوضح أنه التقى بالسيدة المسنة، وأنه سألها عن ابنته، لكنها فاجأته بقولها إنها لم ترها، وهو ما دفعه إلى استنفار مدير الفندق وطلب البحث عنها، وعلى ضوء ذلك أمر مدير الفندق أحد العمال بالتوجه إلى الطابق العلوي الأخير في الفندق، وهناك على ما يبدو، شعرت الفتاة بما يجري، ولخوفها فضلت النزول عن سطح الفندق بتسلق الجدار.
وتشير القرائن الأولية، إلى أن الفتاة فيما يبدو أرادت النزول إلى سطح الفندق الآخر ووضعت 3 طوبات لمساعدتها على الصعود على الجدار. ومع ظلام الليل ربما تراءى لها بالخطأ قرب المسافة، وأنه باستطاعتها القفز لكنها أساءت التقدير فسقطت وتوفيت.
أدلى أمس والد الفتاة الجزائرية التي لقيت مصرعها على سطح أحد فنادق العاصمة المقدسة بمعلومات جديدة، يعتقد أنها ستسهم في جلاء الغموض الذي اكتنف وفاة "صارة بنويس صالح"، ابنة الخمسة عشر عاماً، التي كانت ضمن بعثة جزائرية تؤدي العمرة.
وقال أبو "بنويس" بالتبني ومطلق والدتها، إنه بناء على اعترافات أخيها الصغير، اتضح له أنها كانت تتحدث مع فلان (...) وفلان (...) وفلان (...)، دون أن يسمي أحداً. مضيفاً أن العاملين في الفندق أبلغوه بعد الوفاة، بأن ابنته كانت تتحدث مع عدد من الأشخاص. معتبراً أن الواجب الديني والأخلاقي وواجب المهنة، كان يفرض على هؤلاء العاملين أن يبلغوه بذلك، قبل الوفاة، لأن ذلك – بحسب رأيه – يندرج تحت باب "النهي عن المنكر"، وأنه واجب ديني، وكان يجب تحذيره. مضيفاً أنه لو "شاهد رجلا غريبا يتحدث مع امرأة لمنعه أو أبلغ عنه".
وأشار إلى أنه متعلق كثيرا بهذه الفتاة، وكان يخشى أن يموت في الحرم ولا تجد من يرعاها بعده، مؤكدا أنه ما زال يريد تفسيرا منطقيا لما حدث.
وكانت صارة بنويس قد توفيت مساء الثلاثاء الماضي، عقب سقوطها من الطابق السادس عشر من أحد الفنادق بالمنطقة المركزية في العاصمة المقدسة.
وقال الأب بالتبني: إن والدة الفتاة مطلقة، منذ كان عمر ابنته (4 أعوام)، موضحاً أن أباها يعيش في فرنسا، دون أن يوضح ما إذا كان يعتزم القدوم إلى المملكة لمتابعة سير التحقيقات والوقوف على تفاصيل الحادثة بدلا عن والدها بالتبني. كما أشار إلى أنه كان قد سكن في الفندق الذي وقعت فيه الجريمة منذ الخامس عشر من رمضان الماضي، وأن الوفاة سجلت يوم الثلاثاء بتاريخ الخامس من شوال الجاري.
وأوضح الأب، أنه التقى بالصدفة بالسيدة المسنة، وأنه سألها عن ابنته، لكنها فاجأته بقولها إنها لم ترها، وإن الفتاة لم تحضر عندها نهائياً، وهو ما دفعه إلى استنفار مدير الفندق والعمال والطلب منهم البحث عن ابنته. وعلى ضوء ذلك أمر مدير الفندق أحد العمال بالتوجه إلى الطابق العلوي الأخير في الفندق، والخالي من النزلاء، للبحث عن الفتاة، وهناك على ما يبدو، شعرت الفتاة بما يجري، ولخوفها فضلت النزول عن سطح الفندق وتسلق الجدران، بدلاً من استخدام الدرج أو المصعد، خوفاً من أن يشاهدها أحد.
وقامت "الوطن" بمعاينة سطح الفندق الذي سقطت منه الفتاة، والآخر الذي سقطت عليه. وقد تبين أن آثار دمائها في موقع السقوط ما زالت قائمة حتى مغرب يوم أمس، كما اتضح أن المسافة بين الفندقين تقترب من عشرين مترا، وأن الفندق الذي كانت تسكنه الفتاة يزيد بخمسة أدوار عن الفندق الذي سقطت عليه.
وتشير القرائن الأولية، والمعلومات التي استطاعت "الوطن" الحصول عليها من مصادرها الخاصة ، إلى أن الفتاة حينما أرادت النزول من على سطح الفندق وضعت 3 طوبات من الطوب الأحمر لمساعدتها على الصعود على جدار السطح ثم النزول إلى سطح الفندق المقابل. ويرجح أن الفتاة كانت تحاول النزول عن السطح فسقطت، وهو ما يعني استبعاد فرضية دفعها أو إلقائها بالقوة من قبل شخص أو مجموعة أشخاص آخرين. ويبدو أن الفتاة مع ظلام الليل تراءى لها بالخطأ قرب المسافة، وأنه باستطاعتها القفز أو الوصول إلى سطح الفندق المقابل، بهدف الاستدارة والعودة لفندقها دون أن يشعر بها أحد.
وفي سياق متصل، علمت "الوطن" أن هيئة التحقيق والادعاء العام بالعاصمة المقدسة (ممثلة في دائرة النفس)، تواصل التحقيق مع الوافدين، للوصول إلى كافة الملابسات ومعرفة تفاصيل الوفاة التي كانت مثار حديث المجتمع.
كما علمت "الوطن" أن دائرة التحقيق والادعاء العام أطلقت عصر أمس سراح العاملين الآسيويين اللذين كانا على سطح الفندق الذي سقطت عليه الفتاة، وقاما بالإبلاغ عن الحادثة، بعد الانتهاء من التحقيق معهما، وثبوت عدم علاقتهما بالجريمة.
من جهة أخرى، أثارت التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية، والتي كشفت عن أن العامل المتورط مع الفتاة يقيم بطريقة غير مشروعة، تساؤلات عديدة عن أوضاع العاملين الأجانب في الفنادق وكيفية تشغيل الوافدين المقيمين بطريقة غير نظامية.
وبين رئيس لجنة السياحة والفنادق بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة وليد أبوسبعة أن تشغيل الفنادق والوحدات السكنية للعمالة غير النظامية مخالفة واضحة للأنظمة التي تنص على عدم إيواء وتشغيل العمالة المقيمة بطريقة غير نظامية أو المخالفة لنظام العمل.
وأشار أبو سبعة إلى أن اللجنة وبعد هذه الحادثة سوف تناقش وبشكل جدي تشغيل العمالة غير النظامية، والأسباب التي أدت إلى ذلك، والحلول الإيجابية. مؤكداً أنه سيتم الرفع بتوصياتها إلى الجهات المختصة للعمل على الحد من تشغيل العمالة غير النظامية والتي انتشرت في الفنادق بشكل كبير مع شديد الأسف.
الفندق الذي سقطت منه الفتاة وبجواره الذي سقطت إليه
الطوبات الحمراء التي استخدمتها الفتاة للقفز من سطح الفندق
باب الغرفة التي كانت تسكن بها "بنويس" في الفندق بمكة المكرمة
مكان سقوط الفتاة وآثار الدماء لا تزال قائمة حتى مغرب أمس