يعاني الكثير من الأسر هذه الأيام من تنظيم النوم والاستيقاظ باكرا بعد الإجازة الصيفية وشهر رمضان والتكيف لاستقبال الدراسة والدوامات التي بدأت تطرق الأبواب، فيجدون صعوبة في العودة للحياة الطبيعية، وتنظيم الوقت بعد فترة انقضت في السهر مع الأصدقاء والعائلة. حول هذا الموضوع تؤكد اختصاصية الإرشاد مريم محمد أن إعادة تنظيم الوقت بعد العيد ستكون صعبة في البداية، مما ينتج عنها نوع من الفوضى والتوترات خاصة لربات البيوت لأنهن أكثر اهتماما من الآباء في مثل هذه الأمور، وأشد حرصا على التنظيم.

وتشير أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي إلى أن أشهر الإجازة وشهر رمضان بمثابة الدورة التدريبية المؤقتة التي يتخللها بعض الأنشطة وورش العمل من تبادل للزيارات واللقاءات والتنزه في الحدائق والأماكن العامة تزامنا مع موجة الحر السابقة.

وتضيف السالمي: أن إعادة برمجة الوقت خلال هذه الأيام تحتاج إلى قوة في العزيمة وقدرة خارقة على التغيير والتأقلم، تصاحبها القدرة على الصبر والتحمل.

أما هاجر الفياض (معلمة) فتقول: إن أكثر ما يرهقها في هذه الفترة التحكم في نوم الصغار ممن هم دون السادسة، حيث يؤثر عدم انتظام نومهم سلبا على طلاب المدارس.

أما هبة (طالبة جامعية) فتقول: "عمدت إلى تنظيم وقتي في آخر أيام رمضان استعدادا للجامعة، ولكن عدم تنظيم بقية العائلة لأوقاتهم يجعلني أشعر بالوحدة خلال ساعات النهار الطويلة مما أجبرني على أن أكون مثلهم، وها أنا سأعاني مجددا من كيفية تنظيم وقتي".

ويشكو محمد (طالب ثانوي) من عدم قدرته على تنظيم وقته خاصة أن المرحلة القادمة في الدراسة تمثل منعطفا صعبا يحدد حياته المستقبلية.

أما أم نواف (ربة منزل) فتقول: "تنظيم الوقت في هذه الأيام يحتاج لمجهود كبير ومضاعف، فالسهر لساعات طويلة في رمضان أمام التلفاز وتبادل الزيارات والخروج للأسواق، ندفع ضريبتها الآن في محاولات أكاد أصفها بالفاشلة لإعادة تنظيم الوقت والنوم. وهذا كله يحتاج إلى تدرج وجدولة للأعمال وقوة في الإرادة وضبط النفس".