"لم يبق شيءٌ من الدنيا بأيدينا... إلا بقية دمع في مآقينا".. لو كنت مسؤولاً عن العلاقات العامة والإعلام بالخطوط السعودية لما صرحت بغير هذا البيت تعليقاً على موضوع "نثريات الـ 5 مليارات" التي نشرتها "عكاظ" السبت الماضي، ولدعوت لروح "حافظ إبراهيم" على تلك الكلمات وعملت على تعيين أحد محبيه في العلاقات العامة، لعله يسعفنا في قادم الأيام عملاً بقاعدة "فليسعد النطق إن لم تسعد الحال". لم تكن "الخطوط السعودية" تحتاج إلى فضيحة بحجم "النثريات" التي نفاها مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله بن مشبب الأجهر عبر صحيفة "سبق" الإلكترونية أمس باختصار، مؤكداً أن الخمسة مليارات مصاريف 5 بنود هي: وجبات الركاب، واستئجار طائرات, ووقودها, وعمولات وكالات السفر والسياحة والمبيعات, والدعاية والإعلان.. ولا أعلم لماذا توقعت أن الخطوط ستقول لو ارتفعت النثريات العام القادم إن السبب كثرة أكل بعض الركاب أثناء الرحلة!
لم تكن بحاجة لتلك الفضيحة.. لأن غالبية الركاب ناقمون وغاضبون من خدماتها رغم أنها "تعتز بخدمتهم" دون إحساس بقيمة الخدمة التي تقبضها قبل أن يستفيد العميل من الخدمة والتي ربما يحرمه منها "عطل أو سوء الأحوال الجوية"..!
بعض مسؤولي الخطوط السعودية يشعرونك أنهم يعملون بالمثل العربي الشهير "الجود من الموجود"، وتصريحاتهم تشعرك أنهم لا يغارون من شركات الطيران الأخرى، ولا يعيشون روح المنافسة مع شركات طيران خليجية أثبتت وجودها عالمياً.
شركات الطيران التجاري المحلية كانت تبرر سوء خدماتها أنها لا تعامل مثل "الخطوط السعودية" في تسعيرة الوقود.. واليوم بماذا ستبرر "السعودية" سوء خدماتها، خاصة أن الكل يشتكي منها في تبوك وجدة والرياض وأبها ورفحاء والطائف... واليوتيوب خير الشاهدين.