لم ينطق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه لعقد مؤتمر دولي للسلام، وترك أمر رفضها للراعي الأميركي.

وكأن في فم نتنياهو ماء. هو لا يريد أن يتخذ موقفا سلبيا من المبادرة، ولا يريد أن يؤيدها. فالرفض يعني أن باريس ومعها بعض الأوروبيين سيتخذون موقفا مؤيدا لإقامة الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وهو ما تسعى إسرائيل إلى تحاشيه، لا، بل تكرس تل أبيب دبلوماسيتها الخارجية لإقناع من يقف إلى جانب الحق الفلسطيني إلى تغيير رأيه.

إذا، من وجهة النظر الإسرائيلية، الرفض الأميركي للمبادرة الفرنسية يخفف عنها عبء الإكثار من الأعداء، ثم لأن واشنطن تعتبر نفسها اللاعب الوحيد على حلبة الشرق الأوسط، وبالتالي أية مبادرة من هذا النوع لا بد أن تلقى مباركتها، لا أن تلتحق بها.

ربما من أجل ذلك، يسعى الجانب الفلسطيني الذي رحب بمبادرة جوبيه، لاستطلاع رأي الإدارة الأميركية والوقوف على الموقف الصحيح لدى واشنطن، مع العلم أن ما ستقوله إسرائيل سيكون صداه مسموعا في واشنطن.

كنت قد نبهت في مقال سابق إلى ضرورة أن يحذر الفلسطينيون من المبادرة الفرنسية، ليس لأن هناك شكا في نوايا الإليزيه، ولكن النوايا السيئة تنطلق دائما ممن يمسكون بأوراق اللعبة كلها، وليس من يطلق مبادرات وهو يعرف سلفا أنها ستفشل.